ترجمة الإمام محمد بن صالح بن عبدالله (ع):
  الزيدية، وأهل الفضل من المذاهب، وانطوى ديوانه على أربعين ألف مقاتل.
  وقال: كان يلبس ثياب الصوف الأبيض، وكان من العلم والفقه والدين والزهد وحسن المذهب في الغاية.
  وذكر من صفته: أنه رَبْعَة من الرجال، أسمر، قد أثَّر السجود في وجهه. قال: وهو القائل بالعدل والتوحيد، والداعي إليه، وهو قدوة في الزيدية، انتهى.
  وفاته: اختلف في سبب موته، قيل: مات في واسط، وقيل: بل مات في السجن، وقيل: سمَّه المعتصم، وقيل: توارى أيام المعتصم وأيام الواثق، وأُخِذَ أيام المتوكل فمات في الحبس.
  عمره ثلاث وخمسون سنة، وفي مقاتل الطالبيين ما معناه: أن خروجه من سجن المعتصم سنة تسع وعشرين ومائتين، انتهى. وعقبه بطبرستان.
  نعم، وهذا الإمام # قبل الإمام المتقدم - وهو القاسم بن عبدالله -، فلا يشكل، فقد يقع التفاوت اليسير في النسق، بل قد لا يراد الترتيب فيما أصله له، كالفاء، وثم، فالفاء تخرج في عطف التفصيل على المجمل، والذي أراه أن منه نحو قوله ø: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ}[الأعراف: ١٣٦]، لأن الإنتقام مجمل فصّله بالإغراق، لا كما زعم الزمخشري أن فانتقمنا منهم أردنا الإنتقام، فإنما هو تنزيل على معتقد المعتزلة وغيرهم أن إرادة الله تعالى لأفعاله غير إمضائه لها، وغير علمه باشتمالها على المصلحة، والله أعلم.
  و (ثم) في تفاوت مضموني الجملتين لكونها للتعقيب بتراخ، كما ذكر هذا أهل المعاني، وشواهده في الكتاب العزيز، وقد يكون الترتيب في الإخبار لا في الوقوع كقوله:
  إنَّ مَنْ سادَ ثمّ سادَ أبوه ... ثم قد سادَ قبل ذلك جدُّه
  وهذا هو الأوْجَهُ في توجيه الآيات والأبيات، وإن زعم ابن هشام أن غيره أنفع