التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام محمد بن زيد (ع)

صفحة 165 - الجزء 1

  على أنه لو شاء نجّاهُ سيفُه ... وطَرْفٌ كلمح البرق أو هو أسْرَعُ

  ولكنْ أبى إلا التأسي بعصبة ... مِن آل رسول الله بالطّفّ صُرَّع

  ولما رأى أن الفرار خزاية ... وأن سبيل الموت للحرّ أوسع

  فأرسى جناناً لا يهال إلى الردى ... ولا هو مما يفزع الناس يفزع

  فما زال يحمي عرضه وذماره ... ويشرع في حوض المنايا ويكْرَعُ

  تناهبه زرق⁣(⁣١) الظباء حشاشة ... لها سائق منه إلى الموت أسرع

  ولو لم يَخُنْهُ سيفُه بانقطاعه ... لظلّت به أعداؤه تتقطّع

  فخَرَّ ولم يَدْنُس من العار وجهه ... كما لاح برق في دجى الليل يلمع

  وما مات حتى مات من خوفه العدى ... وكانت به في نومها تتفزّع

  ولله ماذا ضمّ حول ضريحه ... وأعجب منه كيف لا يتصدّع؟

  وكانت به الدنيا تضيق برحبها ... تظل وتمسي منه تخشى وتطمع

  تروح المنايا والعطايا بكفّه ... سجالاً على الأدنى ومن هو أشسع

  أظلّ الورى إنعامُه وانتقامُه ... يُعَز مُواليه وعاصيه يُقمع

  ومنها:

  فإن أفرح الأعداء مصرع موته ... فقد طال ما عاشوا وهم منه فُجَّع

  فقلت لهم لا تشمتوا بمصابه ... فما منكم إلا له الموت مُشْرع

  فخير المنايا ميتة السيف في الوغا ... كما خيرُ عيش ما عدى السيف يمنع

  ومنها:

  فبالسيف محيانا ومنه مماتنا ... كذا السيف بالأخيار ما زال يولع

  لقد عاش في الدنيا جميلاً ممنّعاً ... ومات كريماً عن حمى الدين يمنع


(١) الزرق - بالضم ـ: النصال. تمت من المؤلف (ع).