التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

بينه وبين الدعام

صفحة 172 - الجزء 1

  ولقد حكى عالم من علماء الشافعية - وصلَ من العراق لزيارته - من علمه وعدله وفضله وسيرته النبوية ما بهر الألباب، وأنه شاهده يتولّى بيده الكريمة معالجة الجرحى، ويتولّى بنفسه إطعام اليتامى والمساكين، وغير ذلك مما هو مشهور، وعلى صفحات التاريخ مسطور.

  إذا كانَ فَضْلُ المرءِ في الناس ظاهراً ... فليس بمحتاجٍ إلى كثرةِ الوَصف

  وما نشر الله في أقطار الدنيا أنواره، وبثّ في اليمن الميمون بركاته وآثاره - منذ أحد عشر قرناً - إلا لشأن عظيم، ولقد ملأ اليمن أمناً وإيماناً، وعلماً وعدلاً، ومساجدَ ومعاهدَ، وأئمة هدى، وما أصدقَ قولَ القائلِ فيه #:

  فسائِلِ الشُّهْبَ عنه في مَطَالِعِها ... والفجرَ حين بدا والصبحَ حين أضا

  سلْ سنَّةَ المصطفى عن نجلِ صاحبِها ... مَنْ علَّمَ الناسَ مسنوناً ومُفْتَرضا

  وكراماته المنيرة، وبركاته المعلومة الشهيرة مشرقة الأنوار، دائمة الاستمرار على مرور الأعصار، وما أحقّه بقول القائل في جده الحسين السبط ~:

  أرادوا لِيُخْفُوا قَبْرَهُ عن ولِيِّهِ ... فطيبُ ترابِ القبر دلَّ على القبر

بينه وبين الدعام⁣(⁣١):

  ومن قصيدة له # إلى الدعام بن إبراهيم الأرحبي، يحثه على الجهاد في سبيل الله، ويذكر سوابق همدان مع أمير المؤمنين وأخي سيد المرسلين، صلوات


(١) الدعام الأرحبي (٠٠٠ - نحو ٢٩٨ هـ) الدعام بن إبراهيم بن عبد الله بن يأس الأرحبي: شيخ كهلان، بل سيّد همدان في عصره، اشتهر بالنجدة والفروسية والدهاء والجود. قال الهمداني: وهو الذي قام على آل يعفر - في اليمن - فاستلب المملكة منهم، وملك بلدهم، وتأمَّر بصنعاء، وجُبِيَتْ إليه المِيَنُ إلى ساحل عدن (واستعان آل يعفر) بالموفّق والمعتضد، فخرج الدعام من صنعاء، ثم عاد إليها مع الهادي إلى الحق (يحيى بن الحسين) سنة ٢٨٨ هـ، وسلَّمه بلد همدان، وقاتل معه القرامطة وغيرَهم، وظلّ معه إلى آخر أيّامه. انتهى من الأعلام للزركلي (٢/ ٣٣٩).