بينه وبين الدعام
  الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين:
  انهضْ فقد أَمْكَنَتْنا فرصة اليمن ... وصِلْ فضائِلَ كانت أوَّلَ الزَّمَنِ
  وسابقاتٍ وإكراماً ومكرمة ... كانت مع الطَّاهر الهادي أبي الحسنِ
  ويوم صفّين والفرسان معلمة ... تخوضُ في غَمَرَاتِ الموت في الجُنَنِ
  والرَّوْع حامٍ ويوم النهروان لكم ... والنقع مرتفع بالبيض والحُصُن(١)
  ونصرهم لأمير المؤمنين على ... محْضِ المودّة والإحياء للسننِ
  وقُمْ فزد شرفاً يعلو على شرفٍ ... في حيّ همدان والأحياء من يمنِ
  ففيكَ ذاكَ بحمْدِ الله نعرفُه ... إذ أنتَ لَيْثُ الوغا في السِّلْمِ والفتنِ
  واستغنم الأمرَ نهضاً يا دعامُ به ... ما دام روح حياة النفس في البَدَن
  إلى آخرها.
  فأجابه الدعام بهذا الشعر:
  أتى كتاب إمام صادق لَقِنِ ... بالفرضِ يأمرنا منه وبالسّننِ
  هذا أبوه رسولُ الله يتبعه ... خيرُ البرايا إمامٌ من بني الحسنِ
  أبو الحسين الزكي الهاشمي فما ... خِذْلانه بحلالٍ يا ذوي الفِطَنِ
  وكيف ذاكَ وفي خمّ لطاعته ... فرض علينا به قد قام لم يَهُنِ
  أنت المقدَّم يا ابن المصطفين فما ... لنا سواكم برغم الكاشح(٢) الضَّغِنِ
  أَقْدِمْ على الرُّشْدِ والتوفيق معتمداً ... على الإله فعندي النصر بالبَدَنِ
  وبالبنين وبالأموال قاطبةً ... وبالعشائر من همدان في سَنَنِ
  تَتْرَى بنصرك يا ابن الطاهرين كما ... تترى من الماء أسبالٌ من المزن
(١) الحصن: جمع حصان.
(٢) الكاشح: مُضْمِر العداوة.