شيء من كلامه (ع):
  (ما) و (لا)، وغير ذلك مما ليس له عندها معنى، غير أنها تُحَسِّن به كلامها، وتصل به قيلها وقالها.
  إلى أن قال: وفي ذلك ما يقول الرحمن الرحيم - فيما أنزل على نبيه من الفرقان العظيم من قول موسى # -: {قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ٩٢ أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ٩٣}[طه: ٩٢ - ٩٣]، إلى أن قال: ومثل هذا كثير فيما نَزَّل ذو الجلال والإكرام.
  ومن ذلك قوله سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: ١٥٩]، وقوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}[النساء: ١٥٥]، ... إلى آخر كلامه(١).
  وقال - مبيّناً لما خاطب الله به الخلق - وسألتَ عن قول الله سبحانه: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر: ٦٧]، وهذا رحمك الله فَمَثَلٌ ضربه الله لهم مما تعرفه العرب وتمثل به، وذلك أن العرب تقول لمالك الشيء: هو في يده وهو في يمينه، تريد بذلك تأكيد الملك له؛ لأن كل ما كان في يد المالك فهو أقدر ما يكون عليه.
  حتى قال: فأما قوله: {مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} فإخبار منه لهم بأن السماوات مطويّات في ملكه، متصرفات في أمره، مجموعات في حكمه، كما يجمع الشيء المطوي جامِعُه ويَحُوْزُه، ويضمّ عليه طاويه، فمَثَّل لهم أَمْرَ نَفَاذِ حكمه في السماوات، وقدرته عليهم بما يعرفون من مقدرتهم على ما يطوونه وينشرونه ... إلى تمام كلامه(٢).
  وقال # في جواب مسألة النبوّة والإمامة في الأنبياء: ثم أبان معهم العلم والدليل، الذي يدل على أنهم رسل مبعوثون برسالته إلى خلقه.
(١) مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي (ع) - كتاب المسترشد.
(٢) مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي (ع) - جواب مسائل أبي القاسم الرازي.