ومن كراماته (ع):
  عليهم يوماً، وقال: قد كُفِيْتُم أَمْرَ الرجل، قد وجَّهْتُ إليه جيشاً، فقالوا: ومتى أنفذتهم؟ فقال: صليت البارحة ركعتين ثم دعوتُ الله عليه، فورد الخبر أنّ الله أهلكه. وكراماته كثيرة شهيرة.
  ومن مؤلّفاته: كتاب البساط، والمغني، وكتاب المسفر، والصفي، وكتاب الباهر جمعه بعض علماء عصره على مذهبه، وكتاب ألفاظ الناصر رتبه أيضاً أحد العلماء المعاصرين له، كان يحضر مجلسه ويكتب ألفاظه جمع فيه من أنواع العلوم ما يبهر الألباب، وكتاب التفسير اشتمل على ألف بيت من ألف قصيدة، وكتاب الإمامة، وكتاب الأمالي فيها من فضائل أهل البيت الكثير الطيب، وغيرها كثير.
  قيل: إن مؤلّفات الإمام الناصر تزيد على ثلاثمائة، وقد أغناهم تبليغهم الدين الحنيف على رؤوس المنابر، وضربهم رقاب أهل الضلال بالمشرفيات البواتر.
  ومن كلام الإمام الناصر في البساط: حدثنا أخي الحسين بن علي، ومحمد بن منصور المرادي، قالا: حدثنا علي بن الحسن - يعنيان أبي # - عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، قال: قال رسول الله ÷: «من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدّى زكاة ماله، وخزن لسانه، وكفّ غضبه، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه، فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنة مفتَّحة له»(١).
  وقال فيه أيضاً - في الرد على المجبرة في قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة: ١٠٢]، -: إنهم إنما أُتوا وأسلافهم من طريق لكنتهم(٢)،
(١) البساط ٢٢، الإنتصار على علماء الأمصار (١/ ٢٠٣)، هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين ١٣٢، الثمار المجتناة ٩٠.
(٢) الألْكَنُ: الذي لا يقيم العربية لعجمة لسانه، وهو أنّ المجبرة قالوا بأنّ معنى الإذن الإرادة والمشيئة، ووجه الجواب ما ذكره الإمام من معانيه في اللغة العربية فيجب حمله على المعنى الأصح وهو العلم أو التخلية. انتهى من المؤلف (ع).