الإمام الناصر أحمد بن يحيى (ع)
  عندما بايع الإمام المرتضى لدين الله أخاه الإمام الناصر لدين الله، وبايعه الناس بجامع الإمام الهادي إلى الحق $، وقد اجتمع الجمع الكثير، والجم الغفير، يوم الجمعة، وقد أورد هذه الكلمة الرائعة: صاحبا الحدائق الوردية، ومطلع البدور، قال ¥:
  عاداتُ قلبِكَ يوم البَيْنِ أن يَجِبَا(١) ... وأن يراجع فيه الشوق والطَّرَبا
  .. إلى قوله في المدح:
  قومٌ أبوهم رسولُ الله حَسْبُهُمُ ... بأن يكون لهم دون الأنام أَبَا
  مَنْ ذا يفاخرُ أولادَ النبيِّ ومَنْ ... هذا يداني إلى أنسابهم نَسَبَا
  قومٌ إذا افتخر الأقوام واجتهدوا ... وجدتَ كلَّ فخارٍ منهم اكْتُسِبَا
  لولا الإله تلافانا بدينهمُ ... لما فتينا عُكُوفاً نعبد الصُّلُبا
  أقامَ جبريلُ في أبياتهم حِقَباً ... يتلو من الله في حافاتها الكُتُبا
  أنتم أناسٌ وَجَدْنا الله صيَّركم ... لنا إليه إذا لُذْنا به سَبَبا
  ومنها:
  لا يَصْلُحُ الدّين والدنيا بغيركمُ ... ولا يقال لمن سامى بكم كَذَبَا
  من عَابَكُمْ حَسَداً عابَ الإله ومَنْ ... عاب الإلهَ فقد أودى وقد عَطِبا
  ومن يسالمكمُ يَسْلَمْ بسلمكمُ ... ومن يحاربكمُ جهلاً فقد حَربا(٢)
  لم يفرض الله أجْراً غير حبّكم ... لجدّكم خاتم الرُّسْلِ الذي انْتُخِبَا
  حقّ الصلاة عليكم والدعاء لكم ... فَرْضٌ على كلِّ مَنْ صَلَّى ومن خطبا
(١) وجب القلب: خفق.
(٢) الحرب - بالتحريك ـ: نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له. تمت من المؤلف (ع).