الإمام الناصر أحمد بن يحيى (ع)
  تشوّف(١) الملحدون النُّوك(٢) إذ عَلِمُوا ... أنّ الإمامَ علينا اليوم قد عَتِبَا(٣)
  فقلتُ لا ترفعوا جَهْلاً رؤوسَكمُ ... فيأخذَ السيفُ من هاتِيْكَ ما انْتَصَبَا
  إنّ الإمامَ وإن أَبْدَى مُعَاتَبَةً ... منه لَيُشْبِهُ فينا الوالد الحدبا
  كانت أمورٌ وكان الله بالغها ... ومحنةٌ منه قد كانت لنا أدَبَا
  وقد تولَّى أمورَ الناس كلّهم ... بعدَ الإمام فتمَّ الأمر أو كَرُبا
  صِنْوُ الإمامِ ومَنْ سَدَّ الإمامُ به ... نهج الثغورِ ولمَّ الصدعََ وارْتأبا
  هذا أبو حسن والجود في قَرَنٍ ... أمسى بذي يمنٍ أمناً لمن رَهِبا
  ساسَ الأمور وكانت قبل مُهْمَلَةً ... وقام فينا بدين الله مُحْتَسِبا
  إذا تحجّب أهلُ المالِ وامتنعوا ... لم تُلْفِهِ خشيةَ الإمْلاق محتجبا
  صلب له شِيَمٌ أقواله نَعَمُ ... أفعاله كَرَمٌ يرتاح إن طُلِبا
  يعطي الجزيل ولا يرضى القليل ولا ... يجفو الخليل لذنب جدَّ أو لعبا
  لماّ بدا ابنُ رسول الله منصلتاً ... يوم العروبة(٤) في خولان إذ ركبا
  تَحُفُّه عُصَبٌ ضاقت بها عُصَبٌ ... من حولها عُصَبٌ تتلو بها عُصَبا
  رجالُ سعد بن سعد والربيعة إذ ... أتوا إليه جميعاً جَحْفلاً لجبا(٥)
  كأنه اليمّ إذ جاشت غَوَارِبُه ... إذا تلاطَمَ موجُ البحر وارْتَكَبا
  أو كالعريض إذا التفّت سحائِبُه ... وطبّق الأرض والآفاق وانسكبا
  راقَ العيون وسُرَّ المسلمون به ... وساء من عاند الإسلام فاكتأبا
(١) أي طمح بصره إليه. تمت نهاية.
(٢) النوك - جمع أنوك ـ: وهو الأحمق. تمت من المؤلف (ع).
(٣) قلت: أراد الإمام المرتضى حين عتب عليهم وتخلّى عن الأمر يدلّ عليه قوله: وقد تولى أمور المسلمين. من المؤلف (ع).
(٤) أي الجمعة.
(٥) اللجب محركة: الجَلَبَةُ والصِّياح، وجيش لَجِبٌ: ذو لَجَب.