التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (ع)

صفحة 194 - الجزء 1

  قال عبدالله بن عمر الهمداني⁣(⁣١) مؤلِّفُ سيرةِ الإمام وأحدُ فرسانه: لقد شَهِدتُ الحرب، فما رأيت يوماً كيوم نغاش⁣(⁣٢) أكثر قتلى من أعداء الله القرامطة، ولقد حبست فرسي في موضع كثر فيه القتلى، فلقد سمعت خريراً للدماء كخرير الماء إذا هبط من صعود، فلما وقعت الهزيمة فيهم، أخذوا الجبل عموماً من كثرتهم فدخلت الوحوش بينهم فقتلت.

  وقال: وجدنا منهم موتى بسلاحهم ليس بهم جرح، وذلك لنصر الله لأهل بيت نبيه، انتهى.

  وانهدت بهذه الوقعة دعائم الملحدين، وأبادهم الله من أرض اليمن بعد أن حاولوا هدم الإسلام، ونقض عرى الدين، ودخل الإمام الناصر عدن أبين ومعه من جنود الله ثمانون ألفاً فيهم أربعون ألف قائس⁣(⁣٣)، وألف وخمسمائة فارس.

  وهذه حالة الإمام الناصر # في الإرشاد للأمة وبيان ما أنزل الله إلى أن قبضه الله في ثامن عشر من ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومدّة قيامه بالإمامة ثلاث وعشرون سنة.

  أولاده: أبو محمد القاسم المختار، وعلي، ويحيى عقبهم باليمن، وإسماعيل عقبه بحلب وغيرها، والحسن المنتجب أولاده ببغداد، وداود عقبه برام هُرْمز وغيرها، والرشيد عقبه بدمشق، وإبراهيم عقبه بمصر، ومحمد بحلب، والحسين والمهدي


(١) في الشافي عبدالله بن محمد الهمداني، وقد صحّ أنه ابن عمر في جميع المراجع، كالحدائق الوردية، ومطلع البدور، والتحفة، وهو المذكور في الأخبار والأشعار فما في الشافي لعلّه سبق قلم، وهو من الأعلام المجاهدين المخلصين رضي الله تعالى عنهم. تمت من المؤلف (ع).

(٢) نغاش بضم النون: بلدة في جبل عيال يزيد شمالي عمران، وإليها تنسب وقعة نغاش.

(٣) أي صاحب قوس.