التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام الداعي يوسف الأكبر (ع)

صفحة 198 - الجزء 1

  دعيكِ اللوم أروعَ هاشمياً ... هِزَبْراً ضَيْغَماً بطلاً هُمَاما

  ألمَّا تعلمي فَتْكِي جهاراً ... عشيَّة لم تهب نفسي الحماما

  وطَعْني غير ما وجل وضربي ... كُلا وطلا وأحشاءً وهاما

  بردت الغلّ ثم شفيتُ نفسي ... بتقتالي الأولى قَتَلوا الإماما

  فتىً في السِّلْم كان هدىً ونوراً ... وسيفاً في الوغى ذَكِراً حساماً

  به امتثلوا فعال بني زيادٍ ... غداة الطّف واتَّبعوا هشاما

  وهم جلبوا الجياد وحاولوا من ... بني الزهراء قسراً واهتضاما

  فأَلْفَوْنا ضَرَاغِمَةً كراماً ... وألفيناهمُ جُبُناً لئاما

  وأَكْرَعْناهم حَوْضَ المنايا ... وأَسْقَيناهم كأساً سماما

  وقلنا أيْ بني الزهراء حاموا ... عن الأحساب أو موتوا كراما

  ومنها:

  جلونا حينما صُلْنا عليهم ... بأجمعنا عن اوجهنا القتاما⁣(⁣١)

  وأفطر سيف ثار بني علي ... وعنهم طال ما قد كان صاما

  وحكّمنا البواتر في طلاهم ... فخرّت هامهم فِلَقاً تراما

  وحُزْنا خيلَهم والبيض عنها ... وأَوْسعنا أساراهُمْ ذماما

  رأينا قَتْلَهم إذْ ذاك أحرى ... بنا من أن نذلّ وأن نضاما

  وصُلْنا صَوْلَةً شعواء أَضْحَتْ ... أنوفُ الكاشحين لها رغاما

  أبي الهادي الذي كَسَرَ البرايا ... وذادَ عن الهدى قِدماً وحاما

  وكان لهم وللدنيا جميعاً ... إذا انتظما لأمّته انتظاما

  وجدّي خير من ركب المطايا ... رسول الله واتخذ المقاما


(١) القتام كسحاب: الغبار. ق.