التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

تنزيهه عما نسب إليه:

صفحة 201 - الجزء 1

  الأئمة، بلغ في العلوم مبلغاً تحتار منه الأفكار، وتبتهر فيه الأبصار، على صغر سنه، فلم يكن عمره يوم قيامه # إلا سبع عشرة سنة.

تنزيهه عمَّا نُسب إليه:

  وقد رُوِيَ عنه أشياء خارجة عن سنن أهل البيت، رواها الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة، وقد نزَّهه عنها، فقال بعد حكايته لها: والكتاب الذي روي أنه كتبه - ما لفظه: ونحن ننفي عنه هذا الكلام، ونقول: هو مكذوب عليه، ولا يصحّ عنه ... إلى آخر كلامه #.

  ولا وثوق بما في الحكمة الدرِّية، فقد ثبت أنه قد دُسّ فيها كثير على الإمام، ولهذا لم نعدّها في مؤلّفاته.

  وأما الإمام عبدالله بن حمزة فقد سمعتَ نقله عنه في (الرسالة الناصحة)، وثناءه عليه، وكلام هذا الإمام في كتاب (الرحمة) وغيره من رواية السيد العالم الكبير حميدان بن يحيى القاسمي يقضي بأن مذهبَه وعقائدَه عقائدُ الإمام الهادي وابنُه المرتضى، وهي التي ارتضاها الله لعباده، وتبرَّأَ إلى الله من كلّ ما نُسِب إليه خلاف ذلك، ولعلّه لُبِّس على الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان # لكثرة أعدائه في ذلك العصر.

  وقد كان # كثيرَ التشكِّي من المحرِّفين لكلامه، ومع ظهور الحامل، فلا يُؤْخَذُ بالنقل، وإن بلغ أيّ مبلغ، فهذا أمر عسير، والهجوم عليه بغير بصيرة جرم خطير.

  وللقاضي العلامة محمد بن جعفر في تنزيهه أبيات منها:

  هذا إمامٌ عالمٌ عامِلُ ... أَبْرَا إلى الرحمن من بُغْضِهِ

  ومن موالاةٍ لأعدائه ... ومن غُلُوّ فيه أو رَفْضِه