الإمام محمد بن القاسم الزيدي (ع)
  وأربعمائة، والله أعلم بحقيقة الأمر، وقد كثرت الأحداث في ذلك العصر.
  وقد جدّ أعداؤه من المطرفية في الثلم لِعِرْض الإمام الحسين بن القاسم، ولا بدّ لكلّ ذي شأن من أعداء من عصر آدم ~ إلى آخر أيام الدنيا: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[التوبة: ٣٢].
  وقد قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ١١٢}[الأنعام: ١١٢].
  وقد ذكر الولد العلامة الصفي أحمد بن محمد الشامي في كتابه (تاريخ اليمن الفكري) ما ذكرناه من سيرة الإمام القاسم بن علي العياني وولده الحسين، فقال: (ومع الإحترام والتقدير لآراء شيخنا العلامة مجد الدين أطال الله عمره، وقوله: (ولعلّه لُبِّسَ على الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان لكثرة أعداءِه في ذلك العصر)، وقد سبق نقلُ كلامِ أحمد بن سليمان عن صاحب الطبقات، وهو واضح وصريح يشهد بأنه قد رأى كتاب المهدي والجواب عليه بنفسه).
  فأقول وبالله التوفيق: لكنّه ليس بواضح ولا صريح في أنه لم يُزَوَّر ذلك الكتاب على الإمام الحسين، وأنه كُتب على لسانه، وإن كان قد رأى الإمام أحمد الكتاب والجواب، ولقد نزَّه الإمامُ المتوكلُ على الله أحمدُ بن سليمان الإمامَ الحسينَ $ في كتاب حقائق المعرفة، وقطع بعدم صدور ذلك عنه، ونَقْلُ المؤلف الصفي ما ذُكِرَ عنه في الحكمة الدريّة، وفيها دسٌ كثيرٌ على الإمام أحمد بن سليمان، ولهذا لم أَعُدّها من مؤلفاته، وقد تبرَّأ عمَّا فيها من الدّسِّ شيخنا الحافظ فخرُ آل محمد $ عبدُالله بن الإمام الحسن بن يحيى القاسمي المؤيدي ¤ في إجازته لي، وكذا غيرُه من الأعلام، وذلك واضح لمن نظر فيها بعين