السيد أبو العطايا ووالده، والسيد صارم الدين:
  التحقيق، والله ولي التوفيق.
  قال الصفي: (فإن أستاذنا الجليل لم يُوفَّق حين استشهد بالآية الكريمة: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}[التوبة: ٣٢]، وكيف وممن شنَّع على المهدي العياني الإمامُ أحمدُ بن سليمان ... إلى قوله: ولكن لهوى النفوس سريرة لا تعلم ... إلخ).
  وقد علّقت عليه بقولي: أقولُ وبالله التوفيق: بل لم يُوفَّق ولم يُسَدّد الولدُ الصفي المؤلّف سامحه الله تعالى في تجاهله لما هو أوضح من أن يُوضَّح، وأبين من أن يُبَيَّن من أن المراد بالاستشهاد بالآية الكريمة هم أعداء كلِّ ذي شأن من الأنبياء والمرسلين، والأئمة الهادين، وأعلام الدين.
  أما الإمام الأعظم المتوكل على الله أحمد بن سليمان $ فقد صرَّح في حقائق المعرفة بتنزيهِ الإمام الحسين بن القاسم، وقطع بعدم صدور ذلك الكتاب عنه، وقال - بعد حكايته لذلك المكتوب - ما لفظه: (ونحن ننفي عنه هذا الكلام ونقول: هو مكذوبٌ عليه ولا يصحُّ عنه) ... إلى آخر كلامه #، ولعلَّ الصفي لم يطلع على حقائق المعرفة، أو اطّلع عليه وأغمض عنه، فما أحقّه بقول الشاعر:
  نَعْرِفُ الحقَّ ثم نُعْرِضُ عنه ... ونراهُ ونحنُ عنه نميلُ
  وما أحقَّه بأن يُوجَّه إليه ما استشهدَ به:
  لهوى النفوسِ سريرةٌ لا تعلم ... كم حارَ فيها عالم متكلّم
  فيا عجباً من إنكاره علينا بتنزيهنا أئمة الهدى بأدلّة كالشمس المضيئة، وتنزيهه للفرقة الغويّة المطرفيّة بالأهواء الرديّة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
  ولا يخفى تهافت كلامه وتناقضه، فقد أنكر هذه المؤلفات أولاً، ثم أثبتها ثانياً، ثم ادعى أنه شاركه فيها غيرُه ثالثاً، وأنْ لعلّها لوالده الإمام القاسم رابعاً،