الإمام أبو طالب (ع)
  أوجب الله على البالغ، قال: ودخل الألف واللام لاستغراق الجنس، ثم قسم ما ورد في العربية إلى الخبر والإنشاء.
  ثم قال: والخبر كل جملة يصحّ فيها الصدق والكذب، ثم بيَّن أقسامهما ومعانيهما، وقال: في شرح قوله: (وظهر المرصدون) يعني من كان يرصد قيام أهل الباطل من العلماء الذين مالوا إلى دنياهم ... إلى قوله: وغنموا الفرصة، فجعلوا لهم مذاهب.
  قال الإمام الهادي #: (فمن هذه الأخبار ما هو في أصله منسوخ، ومنها ما هو في مَخْرَجِهِ عام، وفي معناه مخصوص).
  إلى أن قال: (ومنها ما رُوِي مرسلاً بلا حجّة ولا بيان لمتدبِّريه، ومنها ما دُلّسَ على الرواة في كتبهم).
  قال الإمام أبو طالب - بعد أن شرح كلام الإمام -: وأما المرسل بغير حجة فهو ما ذكره أصحاب الحديث في كتبهم، وانتخبوا من الأحاديث فيما قد كتبوه في الكتابين، وسَمَّوْهما الصحيحين: صحيح البخاري، وهو محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري، وصحيح أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري.
  قلت: ولم يقصد بالمرسل المصطلح عليه عند أهل الحديث، وإنما قصد ما لم يثبت بالحجة كما ذكره #.
  ثم ساق الكلام في شرح ذلك إلى أن قال: ولقد علمنا في زماننا ورأيْنَا، ونقل غير واحد إلينا من الشافعية والحنفية من التَّنْقِيْر في الفروع، والإمْعَان في الاستدلالات فيها، والتشديد في ذلك ... إلى أن قال: قالوا فيمن اشترى عشرين بيضة فوجد فيها بيضة مذرة قولاً بسيطاً، وقالوا فيمن اشترى شاة مصرّاة، فأوردوا فيها مسائل ما ملأ الأوراق، وتجاوز حدّ الإسهاب والإغراق، فإذا جاءوا إلى مسائل الأصول، وذكروا أدلَّتها وبيان ما بيَّنَه الله على عظمته ... إلى أن