التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام أبو الفتح الديلمي (ع)

صفحة 217 - الجزء 1

  الجنود الظالمة من المتمردة والقرامطة.

  وكان له من الفضل والمعرفة ما لم يكن لأحد من أهل عصره، ولم يزل قائماً بأمر الله سبحانه وتعالى حتى أتاه اليقين، وقد فاز بفضل الأئمة السابقين، توفي # شهيداً سنة نيف وأربعين أو خمسين وأربعمائة بردمان بأرض مذحج، انتهى.

  استشهد الإمام في الوقعة المشهورة بينه وبين علي بن محمد الصليحي قائد الباطنية، وداعيتهم، واستشهد مع الإمام نيف وسبعون سلام الله ورضوانه عليهم، ويسمى موضع الوقعة هذه نجد الجاح من بلد رداع بعنس مذحج مخلاف خولان.

  وقد قتل أيام علي بن محمد الصليحي هذا سنة (٤٥٩ هـ) الأمير الشهيد حمزة بن أبي هاشم المتقدّم في ذكر والده كما هي القاعدة، وقد عجّل الله سبحانه انتقام الصليحي آخر تلك السنة فقتله سعيد الأحول شرّ قتلة، قال الشاعر العثماني في ذلك مخاطباً لسعيد بن نجاح - ورأس الصليحي بين يديه -:

  يا سيفَ دَولة دينِ آلِ محمد ... لا سيف دولة خيبر ويهودها

  وافيتَ يومَ السبتِ تَقْدُمُ فِتْيَةً ... تلقى الردى بنحورها وخدودها

  ومنها:

  صبراً فلم يكُ غير جولة مِرْوَدٍ ... حتى انطفت جمرات ذات وقودها

  ورأيت أعداء الشريعة شرَّعاً ... صرعى وفوق الرمح رأسُ عَمِيدها

  أوردتها لهب الردى وصَدَرْت في ... ظلي مظلتها وخفق بنودها

  يا غزوة لعلي بن محمد ... ما كان أشأم من صدى غِرِّيدها

  بَكرت مظلَّتُه عليه فلم تَرُحْ ... إلا على الملك الأجلِّ سعيدها

  ما كان أقبح شخصه في ظِلّها ... ما كان أحسن رأسه في عودها

  سُوْدُ الأراقم قاتَلَتْ أُسْدَ الشرى ... يا رحمتا لأسودها من سودها

  وأراد ملْكَ الأرض قاطبةً فلم ... يظفر بغير البَاعِ من مَلْحودها