التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

تقريظ السيد العلامة/ بدرالدين بن أمير الدين بن الحسين الحوثي ¤

صفحة 20 - الجزء 1

  وقد جُدْتُ بها وما لَدَيَّ قَلِيْل، فإن قلَّت فاصْفَح الصّفْحَ الجَمِيْل، فإنها وإن تَكُنْ كالبَدْرِ في الوَمِيْضِ فإنّها لم تَزِدْ على أوّل الثلاث البِيْضِ:

  أَتَيْتَ بلؤْلُؤِ البَحْرِ العَمِيْقِ ... وَجُدْتَ برَوْضَةِ الرَّوْضِ الأنِيقِ

  وأَدْنَيْتَ القُطوفَ لمجتَنِيْها ... وجُدْتَ بتُحْفَةِ الأخِ الرَّفِيْقِ

  بنظمٍ كالجَواهِرِ وهي عِقْدٌ ... ونشرٍ فَاحَ كالمسْكِ السَّحِيْقِ

  تَعُدُّ أئمةً كانُوا كِرَاماً ... لإنقاذِ العَبِيْدِ من الحرِيْقِ

  تَعُدُّ أئمةً من آلِ طه ... هُدُوا للمُسْتَقِيْمِ من الطّرِيْقِ

  وتَذْكُرُ كيْفَ لاقوا حين لاقَوْا ... بكلِّ مهنَّدٍ ماضٍ رقيقِ

  وتَذْكُرُ مِنْ خصائِصِهم كَثيراً ... وآياتٍ لذيْ حجر مُفِيْقِ

  تعدُّ مجدِّدَ الإيمانِ منْهُم ... ومقتولَ البُغاةِ ذوي المرُوْقِ

  وتذكُرُ فيه أَعْصُرَهُمْ وتحْصِي ... به الأنسابَ في القَوْلِ النسيقِ

  وكَمْ ضمَّنْتَه نُكَتاً حِسَاناً ... فصولَ الدُّرِّ في العِقْدِ العَقِيْقِ

  وذلكَ كلّه مع حُسْنِ سَبْكٍ ... وإيضاحٍ وإيجازٍ دَقِيْقِ

  وذاكَ لأنَّ عِنْدَكَ بحْرَ عِلْمٍ ... وأنتَ تحبّ إتحافَ الصّدِيْقِ

  فلمّا كانَ عندَكَ بحرُ عِلْمٍ ... أتيتَ بلؤْلُؤِ البحْرِ العميق