الإمام أبو طالب الأخير (ع)
  نعم، وهذا الإمام هو المجدّد في الخمس المائة.
  وقتل في أيامه: السيد المحسن بن الحسن بن الناصر بن الحسن بن عبدالله بن المنتصر بالله بن المختار بن الناصر بن الهادي، قتله الحدادون بصعدة، وقتلوا ولده. وقد كان أنفذ إلى أرض اليمن قدر خمسمائة وعشرين ألفاً من طريق عمان(١).
  وقام بثأر السيد المحسن بن الحسن الشريف الواصل من جهة الإمام، وهو أبوعبدالله الحسين بن عبدالله بن المهدي بن عبدالله بن الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الإمام الهادي إلى الحق سلام الله عليهم، وكان خروجه من الديلم، وولاّه الإمام أبو طالب الأخير ما بين مكة إلى عدن أبين وسائر نواحي اليمن الأقصى، وعهد إليه عهداً في الولاية سَطَعَتْ من أرجائه أنوارُ النبوّة والوصاية، وطَلَعَتْ في أكمامه أثمارُ الدّراية والهداية، وفاضَت جداولُه بتيّار العلوم، وفَارَتْ معايِنُهُ بأصْدَاف الفرائد من المنطوق والمفهوم، تضمَّن الأحكام الإلهية، والحُجَجَ الرَّبانيّة من الفروع والأصول، وبيَّن أعلام السيرة النبويّة، والطريقة الإماميّة بأدلّة المسموع والمعقول، بألفاظ الفَصَاحَة والبلاغة العلويّة، المدمَّجة بالأنواع البديعيّة، وإليكَ نَفْحَةً من نَفَحَاتِهِ، ولَمْحَةً من لمحاته، بتصرّف يسير، قال #:
  هذا ما عَهِدَهُ الإمام الحقّ أبو طالب يحيى بن أحمد بن الحسين الهاروني إلى السيد الأجلّ العالم أبي عبدالله الحسين بن الهادي بن رسول الله ÷ أعزّ الله رايتَه حين سَبَرَهُ وخَبَرَهُ، وشاهَدَ مَنْظَرَهُ ومَخْبَرَهُ.
  حتى قال: وولاّه وفوَّضَ إليه الخلافة والقضاء ما بين مكة إلى عدن، وسائر
(١) أي عشرين ألفاً وخمسمائة مقاتل كما في كتاب الشافي للإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) (١/ ٩١١) طبعة مكتبة أهل البيت (ع): وقد كان هذا الإمام أنفذ خمسمائة مقاتل إلى عمان ليأتوا من طريق المشرق، وجهّزهم بزيادة على عشرين ألفاً، فوصلوا عمان، ولم يتأتّ لهم وصول اليمن.