التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

من طرق الأسانيد:

صفحة 234 - الجزء 1

  الحق #، الذي يروي عنه الأمير بدر الدين محمد بن أحمد وغيره ¤، وقد ذكرنا طرقنا المتصلة بهم في أواخر التحف، وفي لوامع الأنوار، وفي الجامعة المهمة.

  قال في البسامة:

  وأحمد بن سليمانٍ فما رَضِيَت ... (يعلا) به وهو مرضي لدى البشر

  دعا وكان إماماً سيّداً عَلَماً ... براً تقياً ومن كل العيوب بري

  وصبَّحت خيلُه صنعاء مُعْلمة ... لما غدى النُكر فيها غير مستتر

  وحاصرت حاتماً فيها عساكِرُه ... فانقاد للحق بعد الضعف والخَوَرِ

  واجتاحه عند شيعان بملحمة ... ألف مضوا بين مأسور ومجتزر

  وجعفر ثم إسحاقٌ له نصرا ... في عصبة وزرٍ ناهيك من وزر

  وكم أجاب على غاوٍ ومبتدع ... كمثل نشوان واليامي ذي النُّكُر

  أما قوله: واليامي ذي النكر، فقال الشرفي: عنى به قاضيَ الإسماعيلية، وعالمهم في زمانه، ومنجّمهم وشاعرهم، محمد بن أحمد صاحب كتاب الصريح صنو حاتم بن أحمد.

  وذكر في سيرة الإمام أحمد أن حاتماً لما كاتب الإمام يريد الدخول في طاعته لم يقبله الإمام لأمور قد عرفها منه، فرد حاتم بن أحمد كلاماً جافياً، وتمثل فيه بقول المتنبي:

  كَدَعْوَاكَ كلّ يدّعي صِحّة العَقْلِ ... ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهلِ

  فردَّ عليه الإمام #:

  إذا كنتَ لا تدري بما فيك من جهل ... فذاك إذاً جهل مضاف إلى جهلِ

  ولم أنْتَحِل ما ليس فيَّ وإنما ... مقالي حقّ قد يصدقه فعلي

  ومن جهل الرحمنَ والرّسل لم يكن ... بمعترف يوماً بحقّ بني الرسل