التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

من طرق الأسانيد:

صفحة 236 - الجزء 1

  عفا ووفا حتى كأني عنده ... أخٌ أو حميم لست عنه بمبعد

  وقال أخوه أسعد في شعره:

  مَلَكتَ فاسْجَحْ منعَّماً يا ابن فاطم ... وشيِّد مباني هاشم ذي المكارم

  وإن كنتَ قد بُلِّغْتَ عني مقالَة ... فقد تُبْتُ يا مولاي توبة نادم

  إلى قوله #: فلذَّتي في الدنيا قتاله وقتال أمثاله من أعداء الله تعالى، وقد نغَّصْتُ عليه وعلى غيره من أهلِ الدنيا دنياهم في كل ناحية، ولي اليوم نيف وعشرون سنة، كلما فرغت من حرب قوم من الظالمين، قمتُ بحرب آخرين من أعداء رب العالمين، وإني لا أبرح كذلك حتى أموت.

  إلى قوله: فليعلم أن الداء الذي لا دواء له هو الموت، وأنا له كذلك إن شاء الله تعالى، وقد قال النبي ÷: «نحن السمّ فمن شاء فليستمّ، ونحن الشمّ فمن شاء فليشتم»، وأنا له داء ولضده دواء، فليعلم ذلك والسلام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.

  قلت: وقد ظهر أنهم تابوا لما في رسالة بخط الأمير الحسين بن محمد ذكر أنها من رسائل الإمام أحمد بن سليمان أجاب بها على فليته، وقد اعترض عليه في الإستعانة بهمدان، فرد عليه بكلام قال فيه: فأما السلطان الأجلّ علي بن حاتم - فإنه مبائن للباطنية بالقول والفعل محارب لهم على ذلك هو وأبوه وجده، أما هو فحربه لهم مشهور ظاهر، وأما أبوه حاتم فكان يمقت الباطنية، ويتبرأ منهم ... إلخ، وله شعر يقول فيه:

  بريتُ من الذُّئَيْبِ ومن علي ... ومن ماذون همدانٍ بريتُ

  مواذين عموا وغووا هداهم ... فإن شايعتُهم فلقد عميتُ

  ظَمُوا ورويت من ماءٍ معين ... ولو أني صحبتهمُ ظميتُ

  شقوا بخلافهم للدين حقاً ... وخالَفْتُ الغواة فما شقيتُ