التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

وللسيد العلامة/ محمد بن عبدالله عوض المؤيدي الضحياني حفظه الله تعالى

صفحة 22 - الجزء 1

  ٦ - يشتملُ على ذِكْرِ سَلاسِلِ طُرُقِ الرّواية والإسناد لعلوم الزيدية خصوصاً، ولعلوم غيرهم عموماً.

  ٧ - وفيه التَّنبيه على ذِكْر المجدِّدين الذين وَرَدَ فيهم الأثرُ عن سيِّدِ البَشَرِ وهو أنّ الله تعالى يَبْعَثُ في رَأْسِ كلِّ مائة سَنَةٍ في هذه الأمَّة مَنْ يجدِّدُ لها دينها، هذا معنى الرواية.

  ٨ - ومن مميِّزاته أنه صَادِرٌ عن نَاصِحٍ شَفِيْق، تَكَادُ نَفْسُهُ أن تَسِيْلَ على صَفَحَاتِ كُتُبِهِ حَسْرَةً وأَسَفاً على تَفَرُّق الأمَّة عن الحقّ، وانتهاجها لِسُبُلِ الباطِل.

  وبعد، فمن الحقِيْقِ بالمُسْلِم أن يَتَعَرَّفَ على أئمّةِ الدِّين، وخُلَفاءِ رسُوْلِ ربِّ العالمين، الذيْنَ أَوْجَبَ الله تعالى على لِسانِ رَسُولِهِ ÷ الرّجُوْعَ إليهم في الدِّين، والإهتداءَ بِهَدْيهم، وسُلُوْكَ سبيلِهم، فهذا الكتابُ مَوْضُوْعٌ للتعريف بهم، وتفصيل ما ينبغي من أخبارهم، وما تجب معرفته من أحوالهم.

  ومؤلِّفُ التّحف هو واحدٌ من أئمَّةِ أهلِ البيت (ع) الدّاعين إلى الله المجاهِدِيْنَ في سَبيل الله، رأسُ الزّيديّةِ ومَرْجِعُها بلا مُنَازِعٍ ولا مُدَافعٍ، بل لم يأتِ - في كبير ظنّي - مِثْلُهُ منذ زمن الإمام عبدالله بن حمزة (ع) إلى عَصْرنا هذا في تحقيقِ العلوم وتحْصيلها، والرسوخ المتبالغِ في جميع أنواعها، مع ما هو عليه من الغايةِ والنهاية في فضائلِ التقوى والورع والزَّهادة والعبادة والكَرَم والشَّجَاعة، والهمَّة العالية التي لا تقف في وجهها الحواجزُ والعَقَبَاتُ، ولا تَقْوى على رَدِّها الجبالُ الرَّاسياتُ حتى آخر أيّامه رحمة الله عليه وبركاته، وعلى الجملة فهو سلام الله عليه في عَظِيْمِ مَنْزِلَتِهِ قرينُ زيد بن علي والقاسم والهادي والناصر والمنصور.

  وغيرُ خافٍ ما تعرَّضَ له المذهبُ الزّيدي وحَمَلَتُه وأئمَّتُه منذ قُبَيْلِ غيابِ سلطان الأئمّةِ وإلى اليوم من المحاولات الجاهدة لِطَمْسِهِ، وقد أدْرَكَ المصنِّفُ رحمة الله عليه ذلك فَوَقَفَ في وَجْهِ تلك المحاولاتِ وقوفَ الجبالِ الرَّواسي وأَظْهَرَ ذِكْرَ أهل