مميزات الكتاب وأهميته
  البيت (ع) ونادى بفضلهم وإحياءِ آثارِهم والإنتصارِ لأوَّلهم وآخرِهِم.
  وموضوعُ هذا الكتاب هو واحدٌ من أعماله في هذا المجال، وصَدَقَ رسولُ الله ÷: «إنَّ عِنْدَ كلّ بدعة يُكَادُ بها الإسلامُ وَلِياً مِنْ أهْلِ بيتي .... إلخ».
  فبجهادِهِ واجْتِهادِهِ # نَعَشَ الله المذهَبَ الحقَّ، وأَحيا ذِكْرَ أهْلِهِ وأشْيَاعِهِ وأتْبَاعِهِ على رَغْمِ الأعْدَاءِ المبْطِلِيْنَ، وعلى رَغْمِ مَكْرِهم الماكِر، وسعيهم الجادّ المتواصل الذي لا يني ولا يَفْتُرُ.
  ومما سَاعَدَهُ على ذلك جَلالَةُ شَخْصِيّتِهِ، وما هو عليه من المَهَابَةِ والفَخَامَةِ، بالإضافة إلى شُيُوْعِ ذِكْرِهِ، وظُهُوْرِ فَضْلِهِ عندَ القَرِيْبِ والبَعِيْدِ والصغير والكبير، فلم يَجْرُؤْ لذلك أحَدٌ على الوقوف في طَرِيْقِه، حتى في بلاد الحرمين الشريفين - فإنه رحمة الله عليه - كان يَنْشُرُ هناك ذِكْرَ أهل البيت (ع) وذِكْرَ مذهبهم، بل إنه كان يقرأُ على النَّاس في كُتُبِهِ في المسجد النبويّ والناس محلقون عليه يَسْتَمِعُون.
  ومن أعماله التي أحيا بها ذِكْرَ أئمَّة أهلِ البيت (ع) أنه كانَ يُكْثِرُ التردُّدَ على زيارة مَشَاهِدِ الأئمَّةِ والعلماءِ، ويصْطَحِبُ في تردُّدِهِ الكثيرَ من النَّاسِ، ويذكرُ فضْلَ زيارَةِ الأئمَّة، فلما رَأَتْهُ الزّيدية يُكْثِرُ ذلك صَنَعُوا مثله - لما لهم فيه من الأسوة الحسنة - فعَرَفُوا بسببِ ذلكَ أئمَّةَ أهل البيت (ع) وعلماءَهُم المشهورين، فانتعَشَ بذلكَ ذكْرُ الأئمَّةِ واشْتَهَرَ أمْرُهم في هذا العصر، وهو # الذي اكتشَفَ مَشْهَدَ الإمام القاسم بن ابراهيم (ع) بعد أنْ كان خفياً لا يُعْرَفُ مَكَانُهُ بالتّحْدِيْدِ، وقد بَذَلَ في سبيلِ ذلك جُهْداً كبيراً لسنواتِ طويلة إلى أن يسَّر الله تعالى على يديه إظهار ذلك المقام.
  ومن جَلِيْلِ أعماله فَتْحُ بابِ الإرْشادِ وفَتْحُ مَدَارِسِهِ، ونجحَ في هذا المشروعِ نجاحاً كبيراً، ولا زالَ ذلكَ البابُ مَفْتُوْحاً إلى اليوْمِ.