بعض ما قيل فيه وشيء من كراماته:
  الواهب الجود في أعنّتها ... والضارب الهام والطلا جمعا
  ومنها:
  حيث ترى البيض وهي ساجدة ... والنقع بين الصفوف قد صدعا
  حيث ترى الطير وهي راتعة ... دماً عبيطاً والنقع مرتفعا
  يا سيّد العالمين كلّهم ... وخير من قام سابقاً ودعا
  أَحْيَيْتَ مَيْتاً من الهدى حِقَباً ... لولاك لم ينتعش ولا ارتفعا
  فأمعن الكفر بعده هرباً ... والفسق لا يُلْقَيَان مجتمعا
  وكنتَ كالنيّرين ما طلعا ... إلا وطار الظلام وانقشعا
  بل كنتَ كالليث حَوْلَ أَشْبُلِه ... والسيف مهما هززته قطعا
  بل كنتَ كالموت للعصاة إذا ... حلّ على معشر فلن يدعا
  لا أكذِبُ الله أنني رجل ... وجدت خصل الكمال فيك معا
  العلم والفضل والشجاعة والـ ... رأي وفيض السماح والورعا
  قال في مطلع البدور: لله درّه ما أعذب ناشيته، وأرق حاشيته، وهي كما ترى فايقة رائقة، وذكر أنها نيف وخمسون بيتاً.
  قال الشرفي في وصفه #: وكرمه وكراماته وفضائله وفواضله مما لا يحيط به الوصف، ولا تسعه المجلدات. انتهى.
  ووضع الله فيه السماح الهائل، والجود الذي لا يساجله مساجل، فكان يُعْطِي المئين والألوف، ويخوضُ غَمَرَات الحتوف، ولم يكن يعرف عدد الدراهم في العطايا، ولقد وهب ألف فرس وستمائة فرس وسبعين فرساً، وأعطى لرجل ثماني عشرة فرساً، ووهب لبعض الشعراء ثلاثة آلاف درهم، وثلاثة من الخيل، ومائتي فردة ثياباً، قال الشاعر:
  حَسَنِيّ بوَجْهِهِ حَسُنَ الدّهر ... ولولاه ما أقيم العثار