التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى (ع)

صفحة 277 - الجزء 1

  أخاف إذا استمرّ القَيْدُ فيه ... تجيء مُقَيَّداً يوم القيامهْ

  فيسألك الإله بأيّ ذَنْبٍ ... تقيّده وتحبسه ظلامهْ

  فإن من الظلامة منعه من ... تمكُّنه الصلاة المستدامهْ

  ففكّ القَيْدَ عنه كي يصلي ... بأركان يدير لهنّ قامهْ

  وأغلق دونه باباً حفيظاً ... وَكِلْهُ إلى الحفاظة والرسامهْ

  وهاكَ قصيدةً غرَّاء تحكي ... إذا جئتَ الغضا ولك السلامهْ

  وقد كتب إليَّ الولد العلامة الأديب محمد بن أحمد الكبسي قصيدة على هذا الوزن، صدرها:

  دَعَا ذِكْرَ النَّداما والمدامَهْ ... وإذكاء الغَرَامِ برِيْمِ رَامَهْ

  وحيُّوا حجَّة الإسلامِ حَقاً ... ونبراسَ الفضائل والعَلامَهْ

  وبَدر الآلِ مَنْ أحيا هداهم ... وفذاً في بني الحسنين شامهْ

  والقصيدة بتمامها في ديوان الحكمة ص ١٠٩.

  ثم أُطْلِقَ من الحبس سنة إحدى وثمانمائة، تُوفّي بالطاعون الكبير في صفر سنة أربعين وثمانمائة عقيب موت علي بن صلاح بدون شهر، مشهده بظفير حجة⁣(⁣١) عمره خمس وستون سنة.

  ومن كراماته #: أنه وَضَعَ يده الشريفة على صبيّ قد بلغ الحلم وهو أخرس لا يتكلّم، ثم تلا عليه، ثم قال له: قل لا إله إلا الله، فنطق بها الصبي مُفْصِحاً حتى سَمِعَهُ أهْلُ الجمع.

  ومن مؤلفاته: كتاب البحر الزخَّار، انتزعه من الانتصار للإمام يحيى، والبحر الزخّار يشتمل هو ومقدّماته على جلّ علوم الاجتهاد.


(١) ظفير حجة: جبل وبلدة في الجهة الشمالية من مدينة حجة بمسافة ١٧ كم.