الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى (ع)
  وقادتهم بحيرتهم إلى مَهَامِهِ الهلاك، فسبحان من باين خلقه بصفاته رباً كما باينوه بحدوثهم خلقاً، ولنعد إلى ما نحن فيه، فهذه مفاوز تُخْرِجُ إلى أودية التيه.
  وللإمام المهدي # في باب المنظوم مجال رَحْب، ومقال عَذْب، من ذلك قصيدته المسماة الزهرة الزاهرة ضمّنها تعداد الأنبياء À مطلعها:
  أَمِنْ نكباتِ الدهر قلبُكَ آمن ... ومن روعات(١) فيه روعك ساكن
  وهي نحو مائة بيت.
  وله الدرة المضيئة في ذكر ما نال أهل البيت $ من محن الدنيا الدنيّة صدرها:
  لوميض بَرْقٍ لاحَ للمشتاقِ ... أرسلت دَمْعَ سحائبِ الأَحْدَاق
  وقد مرّ لنا ذكر بيتين منها(٢).
  وله مخاطباً لبني الفواطم، وما أحقّهم بلزوم تلك المكارم، وأخلقهم بقبول النصح من إمامهم العالم المرشد إلى أعلا المعالم، وهي:
  إذا ما رأيتَ الفاطميَّ تمَرَّدا ... أقامَ على كَسْبِ المعاصي وأَخْلدا
  فذاكَ الذي لماَّ اكْتَسى ثوبَ عِزِّهِ ... تَبَدّلَ أثوابَ الدناءِة وارْتَدى
  فيا سَوْأتا للفاطميّ إذا أَتَى ... أسير المعاصي يوم يَلْقَى محمداً
  فلو لم يكن إلا الحياء عقوبة ... ولم يخشَ أنْ يَصْلَى الجحيم مخلَّدا
  لكانَ له والله أعظم وازع ... عن النكر والفحشاء كَهْلاً وأَمْرَدا
  فقلْ لِبَنِيْ الزهراءِ إنَّ محمداً ... بنى لكم بيتَ التقاء وشيَّدا
  وإن أباكم حيدراً بعده الذي ... حماه وقد قامت إلى هَدْمِه العدى
(١) الرَّوع بالفتح: الفزَع، وبالضمّ القلب، ويصحّ أن يُراد هنا الأمران. تمت من المؤلف (ع).
(٢) الأول في سيرة الإمام ابراهيم بن عبدالله (ع)، وهو قوله: وسليله بالبصرة .... إلخ، والثاني في سيرة الإمام القاسم بن علي العياني (ع)، وهو قوله: والقاسم بن علي .... البيت. تمت من المؤلف (ع).