بحث في قيام إمامين:
  فليس بضارّهم شيئاً، فقد ألحقهم الله بآبائهم من النبيين، وقدس أرواحهم في عليين، وقد أوذي النبيُّ، وعُصِيَ الوصيّ، فما زادهم الله إلا علواً وارتفاعاً، ولا تجدُ ذلك إلا في همج الدنيا، وأتباع الهوى، وأما أولياء الله فلو ضُرِبُوا بالسيوف ما زادهم إلا حباً، كيف وقد أنزلهم الله في منزلتهم واصطفاهم من شجرتهم، وخالطهم الإيمان، ووقفوا على حقيقة العرفان، ورسخت أقدامهم على هدي السنة ومحكم القرآن، جزاهم الله عن أهل بيت نبيهم أفضل الجزاء.
  نعم؛ وانتصر الإمام يحيى شرف الدين على عامر بن عبد الوهاب بعد حروب شديدة، وظفّره الله عليه، وكان خروج الجراكسة والأتراك.
  توفي #: سنة خمس وستين وتسعمائة عن سبع وثمانين، مشهده في بلاد حجّة بمشهد جدة.
  أولاده: المطهّر، وشمس الدين، وعزّ الدين، ورضي الدين، وعلي، وعبدالله، والحسن، ومحيي الدين، وعبد التواب، هؤلاء الذي أعقبوا.
  وللإمام الأنوار الثاقبة والأنظار الصائبة في جميع العلوم، منها: الأثمار هذَّب به الأزهار، وهو مَالِكُ زِمَامِ الفصاحة والبيان، وكاشف لثام البلاغة والتبيان، وله قصص الحق في سيرة سيّد الخلق، صدرها:
  لَكُمْ من الحبِّ صَافِيْهِ ووافيهِ ... ومن هَوَى القلْبِ بادِيْهِ وخَافِيهِ
  أنتم حلول فوادي وهو بَيْتُكُمُ ... وصاحبُ البَيْتِ أدْرَى بالذي فيه
  ولما دخل المشهد المقدس قال وهو آخذ بحلقة قبة الإمام الهادي إلى الحق أبياتاً فيها صورة الحال منها:
  زُرْنَاكَ في زَرَدِ الحديد وفي القنا ... والمشرفيّة والجياد الشزَّبِ(١)
(١) الشُّزّب: كَرُكَّع جمع شازب وهو الضامر.