التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام مجد الدين بن الناصر (ع)

صفحة 313 - الجزء 1

  لئن فَقَدْنا إماماً كان عُمْدَتَنا ... فقد وَجَدْنا إماماً للفقيد حكا

  ومنها:

  جَلَّت خلافةُ مجد الدين كربَتَنا ... حتى كأنَّ أباه اليومَ ما هلكا

  ومنها:

  واستبشرَتْ مكةُ عند القيام به ... وطَيبةُ طاب منها القلبُ إذْ ملكا

  وساق على هذا، قال السيد العلامة داود بن الهادي في تتمة البسامة:

  ثمّ الخليفة مجد الدين قائمنا ... أجلُّ داع دعا حقاً من البشرِ

  لكنه رفض الدنيا وزهرتها ... فقابَلَتْه صروفُ الّدهر والقدر

  قال القاضي العلامة أحمدُ بنُ صالح بن أبي الرجال ¥ في مطلع البدور ومجمع البحور - عند ذكرها -: قلتُ: وهذا الإمام الممدوح، حري بأن تمدحه الملائكة والروح، كان من العلم بمحل لا يلحق، ومن الهداية في فَلَك لا يغيب نوره ولا يمحق، وأما علوم العربية فكان نسيج وحده، وله شرح على الموشح، وكان من الزهد والورع بمحل عظيم، وكانت بسطته على أكثر الأقاليم المتوسطة من اليمن، وكانت الحصون بيده، فلما اطلع على أمور من الأمراء تقضي بها السياسة منع منها، فكان بها انحلال الحال، وأعظمها مسألة الرهائن، فإنه لم يرض بهم، وقال: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}⁣[الأنعام: ١٤٦]، وكان له كرامات.

  وحكى قصة الظالم الذي اعترضه في طريق الحجاز، وأراد أخذ الحصان الذي يركب عليه الإمام، وكان مع الإمام جماعة من أصحابه الفضلاء، فرتبوا، فانتقم الله من ذلك الباغي وأخذه الورم فهلك.

  قال: ولما حضرت الوفاة الإمام مجد الدين جعلَ وصيَّه الإمام شرف الدين، وأرسلوا للإمام شرف الدين بسجادته وشيئاً من أعمال عبادته، فبكى الإمام شرف الدين كثيراً، وقال: لو علمتُ حال مجد الدين ما قمتُ هذا المقام، وكان