التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الأمير محمد بن عبدالله أبو علامة:

صفحة 328 - الجزء 1

  وقد صالح الرسول ÷ المشركين، وقد صالحهم الإمام القاسم #، وتوفي حال الصلح، ولا ثقة بما نقله السعاة، وكل واحد منهما @ معذور حيث اغترّ بما نُقِلَ إليه عن الآخر، فالمؤمن غِرٌ كريم، وقد همَّ الرسول ÷ بِغَزْوِ قوم لما غَرَّرَ عليه الوليدُ بن عقبة، حتى أنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}⁣[الحجرات: ٦]، وقد قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ}⁣[الأحزاب: ٥]، وقد جرت أمور لا يحسن ذكرها، ولا ينبغي نشرها، فقد انتهت الحال بحمد الله تعالى إلى المصافاة بين الإمامين وأولادهما والمسامحة والمعافاة كما هي السجايا النبويّة والشمائل العلويّة، نقل ذلك العلامة الشرفي شارح الأساس في اللآلي المضيئة، وصاحب السيرة الجرموزي، وولد الإمام الأمير محمد بن عبدالله في التحفة العنبرية، وقد أثنى فيها على الإمام القاسم وأولاده غاية الثناء، ووصل إلى الإمام محمد بن القاسم $، وكانت المسامحة في جميع ما جرى فما نشر في السيرة لا ثمرة له إلا إشمات الأعداء لأهل البيت النبوي والله تعالى المستعان.

  توفي الإمام المتوكل على الله يوم الخميس لعشرين من ذي الحجة سنة سبع عشرة وألف، وله اثنتان وثمانون سنة وشهران وأيّام، مشهده في هجرة فَلَله.

  وللإمام عبدالله الذرية المطهرة وهم: علي، وصلاح، ويحيى، وإبراهيم.

الأمير محمد بن عبدالله أبو علامة:

  والأمير العلامة الخطير الملقب أبا علامة محمد بن الإمام عبدالله وهو مؤلّف التحفة العنبرية في المجدّدين من سلالة خير البريّة، ذكر فيها أنه كان في بعض الشدائد العظام، التي تذهل عندها الأحلام، وذلك في حال مَوَجَان الفتن، وهو ساكن بصنعاء اليمن، فرأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # في المنام فأمر أن يؤلّف في الأئمة المجدّدين، فألّف هذا الكتاب، وله المشجر الجامع الحافل