مؤلف طبقات الزيدية السيد الحافظ إبراهيم بن القاسم:
  من العلماء من أعيانهم السيد الحافظ أحمد بن يوسف بن الحسين بن الحسن بن القاسم المعروف بالحديث وغيره، وقد ترجم له في نفحات العنبر، فقال: وصنَّف صاحب الترجمة الطبقات في مجلدين ضخمين جمع فيه أسماء الرواة الذين في كتب الأئمة الزيدية فأوعى ولم يشذَّ عنه أحد، ودلّ على تمكُّنه في هذا الفن وتبحره وسعة اطلاعه وقوة باعه، واستوفى جميع طبقاتهم إلى زمانه ... إلى قوله: ولقد أبان عن عناية تامة ومعرفة جيدة وفهم صادق واطلاعٍ باهر.
  إلى قوله: وهذه الطبقات قليلة الوجود في عصرنا فإني لا أعلم إلا بنسختين منها، وذلك لعدم عناية الزيدية بهذا الفنّ، وجهلهم بنفائس مصنَّفات رجالهم، وعدم التفاتهم إلى النبلاء منهم، واشتغالهم بالأموات لا بالأحياء منهم.
  وترجم له في البدر الطالع، فقال: مصنِّف طبقات الزيدية، وهو كتاب لم يُؤَلَّف مثلُه في بابه، انتهى.
  قلت: وهذا الكلام من القاضي يدلّك على ما ذكرته عن الذهبي في ترجمة صاحب الجامع الكافي، فإنّ ذلك لم يكن منهما إلا لما في الكتابين.
  أما الأول فقد أوضحتُ ذلك في محلّه، وأما الثاني وهي الطبقات فلما فيها من النقل عن كتب كثير من المخالفين مما يُوْهِمُ الموافَقَةَ لهم، والسببُ في ذلك أنّ بعضَ المؤلِّفين للكتب الكبار كصاحب الطبقات يَنْقُلُوْنَ المباحِثَ من كتب المخالفين لقصد الجَمْعِ والتكثير ولا يُنَقِّحون، وقد لا يتأمَّلُون، والله المستعان.
  نعم، وقد ذكر الوالد العلامة المؤرخ محمد بن محمد زبارة في هذه الترجمة الأبيات في مزايا طبقات صاحب الترجمة، وقال بعدها: ويقول بعض من تأمل هذه الطبقات من الباحثين في هذا العصر إنها دون ما وصفها به صاحب نفحات العنبر، وصاحب هذه الأبيات.
  قلت: ولا شكّ أن صاحب الطبقات قد أفاد وأجاد في جَمْعِ الرواة من أئمتنا