التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام محمد بن إسماعيل بن القاسم (ع)

صفحة 343 - الجزء 1

  ذريته الأعلام: الأخ العلامة الولي حمود بن عباس بن عبدالله بن عباس بن عبدالله بن يوسف بن محمد بن الحسن بن الإمام المؤيد بالله ¤.

  وهو المجدد في الإحدى عشرة مائة. قال القاضي العلامة الشهيد إسماعيل بن حسين جغمان ¥: وإلى هنا انتهت وراثة النبوة فيما أعلم، ثم عدّد القائمين الذين لم يبلغوا درجة الإمامة، واتخذوها ملكاً.

  قلت: وهكذا يكون عمل من تحمَّلها بغير استحقاق، وتناولها بلا وثاق، وقد قال تعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}⁣[فاطر: ٣٢]، وقد اختار الله ورثةً لكتابه، وحملةً لدينه، وحاشا الله أن يترك الخلق سدى، ولم تقم له عليهم حجة، ولم يظهر لهم منه بيِّنه، قال الرسول ÷: «إنّ عِنْدَ كلّ بِدْعَة تكون من بعدي يُكَادُ بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يذبُّ عنه، ويعلن الحق وينوّره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكّلوا على الله»⁣(⁣١)، فلا يخلو زمان من قائم لله بحجة، وإنما يكون ضلال الأمة إن تركوا الاهتداء به، وعدلوا إلى من لم يجعل الله له ولاية، وهو معنى قوله ÷: «إني تارك فيكم ... الحديث».

  وقوله ÷ في الخبر الذي رواه عنه الإمام زيد بن علي @: «يا أيها الناس، إني قد خلّفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي، فالمضيِّع لكتاب الله كالمضيِّع لسنتي، والمضيِّع لسنتي كالمضيِّع لعترتي، أما إن ذلك لن يفترق حتى ألقاه على الحوض»⁣(⁣٢)، فلأمرٍ ما أتى ÷ بعكس التشبيه في الحديث.

  وقوله ÷: «أهلُ بيتي أمان لأهل الأرض، والنجوم أمان لأهل السماء؛


(١) انظر كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع)، ج ١/ص ١٤/ط ١، ج ١/ ص ٤٤، ط ٢، ج ١ - ص ٥٠، ط ٣.

(٢) انظر كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع)، ج ٢/ص ٦٠٨/ط ١، ج ٢/ ص ٦٧٢، ط ٢، ج ٢ - ص ٨٢٠، ط ٣.