الإمام محمد بن القاسم الحسيني الحوثي (ع)
  والعلماء الأعلام من أبناء دهره، وكانت تَرِدُ إليه المسائل في أنواع العلوم، فيَكْشِف دَيْجُوْرَها، ويبيّن مستورها، بأَوْضَحِ بيان وأجلا برهان، وبلغت فتاويه مجلّدات جمة، جمع بعض العلماء منها قسطاً من المباحث المهمة، فمنهم من قدّرها بالشافي، ومنهم من قدّرها بالبحر الزخّار، وكان يصل إليه العلماء بالسؤالات حتى أيام الجهاد.
  ومن مؤلّفاته: الموعظة الحسنة، وله منظومة في الجنايات صدرها:
  باسْمِ إلهِ العرْشِ يُمْناً ومعصماً ... وعونكَ يا رحمنُ بِدْءاً ومختماً
  والبدور المضيئة جوابات الأسئلة الضحيانية، التي وجَّهها القاضي العلامة صارم الدين إبراهيم بن عبدالله الغالبي المسمّاة بالمشكاة النورانيّة إلى الإمام الأعظم المهدي لدين الله رب العالمين محمد بن القاسم الحوثي رضوان الله عليه، وهي مشتملة على مسائل في فنون العلم، منها ما كان مُغْلقاً لم يظهر وَجْهُهُ، ومنها مواضع قد خاض فيها الأئمة، فأرادوا اسْتِيْضَاح ما يختاره الإمام فيها، فأجاب عليها الإمام بكتابه المسمى البدور المضيئة، ومما تضمَّنته تلك الجوابات المهمّة من العلوم التي جلى بها الغمّة، بيانه لانهدام قواعد الإرجاء، وفصول كلامه في مسائل الإمامة، وتأويل الآيات والأخبار التي ظواهرها متصادمة، والتوجيه الوجيه لكلام الله سبحانه في آية الأمر لنبيه لوط # بالإسراء، والتفسير المنير لغيرها من الآيات، وتوضيح النكات النيّرات، في الأصولين والعربية والفقه وغير ذلك من الأبحاث الشريفة، والأنظار الثاقبة المنيفة، ولا غروَ فإنها نابعة من عباب العلوم، ولباب المنطوق والمفهوم، الذي اغْتَرَفَتْ من فياضه علماء الأمة، وارْتَشَفَت من فضالته أعلام الأئمة.
  قال السائل ¥ بعد أن اطّلع على جوابات الإمام #: وبعد فلما وصلت هذه الجوابات الفريدة، والحِكَمُ البديعة المفيدة، التي بها تَنْشَرِحُ الصدور، وبالتمَلِّي