وقد أردنا الاستكمال لما أشرنا إليه بإعانة الله وتسديده على أبلغ ما يمكن من الاختصار، وقد يكون بعض البسط عند ذكر الأئمة السابقين لاقتضاء المقام ذلك، وكذا بعض المتأخرين، الذين لم تكن قد دُوِّنت سيرهم في المؤلّفات الكبار، ونتعرض لفوائد نافعة إن شاء الله من فنون العلم ليست من مقاصد السير، ونلمح إلى عيون أصحاب الأئمة $ المعتمد عليهم في الرواية والدراية، من نجوم علمائهم وأشياعهم ¤، ونجعل عوض الإطناب في السير والأخبار تلك الفوائد العلمية التي هي أجلّ نفعاً، وأعظم موقعاً.

[مصادر الكتاب]

  وقد تيسر بحمد الله تعالى عند التأليف مكنون الذخائر المصونة، فالمعتمد في الأخذ (الإفادة)⁣^(⁣١) للإمام أبي طالب، و (المصابيح) لأبي العباس⁣^(⁣٢)، و (الأماليات) لأبي طالب⁣^(⁣٣)، والمرشد بالله⁣^(⁣٤)، و (الشافي) للمنصور بالله⁣^(⁣٥)، و (ينابيع النصيحة)

= الخصال الشريفة، وله شغف بالعلم عظيم ... إلخ كلامه.

وقال الشوكاني في ترجمة صلاح بن أحمد المؤيدي في تاريخ وفاته ما لفظه: توفي سنة ثمان وأربعين وألف، كذا باللفظ وبالأرقام، وقد عَلَّقْتُ عليه بقولي: الصواب سنة أربع وأربعين وألف كما في طبقات الزيدية، وفي موضع من مطلع البدور، وفي موضع آخر كما هنا، وقد أوجب الإعتماد على ذلك الخطأ في شرح الزلف، وقد صحَّحْتُه.

(١) الإفادة في تاريخ الأئمة السادة، تأليف: الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني المتوفى سنة (٤٢٤ هـ).

(٢) المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمة السابقين من ولدهما الطاهرين، للسيد أبي العباس: أحمد بن إبراهيم الحسني المتوفى سنة (٣٥٣ هـ).

(٣) أمالي أبي طالب المسمّى: تيسير المطالب.

(٤) المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري المتوفى سنة (٤٧٩ هـ) له أماليان: أحدهما: الإثنينية، سُمِّيت بذلك لإملائها يوم الإثنين، ويُسمى: الأنوار في الفضائل والسير، وثانيهما: الخميسية، سُمِّيت الخميسية لإملائها يوم الخميس.

(٥) الشافي للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة المتوفى سنة (٦١٤ هـ)، أجاب به على رسالة الخارقة التي ألَّفها الفقيه ابن أبي القبائل.