الإمام محمد بن القاسم الحسيني الحوثي (ع)
  ومن كلامه: اعلم أنها ما دخلت الشُّبَهُ والجهل المركّب على كثير من المقلّدين، بل وبعض أهل التمييز من أهل العلم الذين ليسوا براسخين، إلا من اتباع الظنون، وإلحاق المعلوم بالمظنون، وعدم الأخذ للمباحث العلمية من مواضعها، واقتطافها من أصولها، ومباحثة العلماء الراسخين فيها، وإلا فالله قد أبان كل شيء.
  ومن كلام له: اعلم أن الإمامة الشرعيَّة خَلَفُ النبوّة في الوجه الذي وجبت لأجله، وهي مسألة عظيمة الشأن، ساطعة البرهان، من أصول المسائل، المبتنى عليها كثير من الشرعيات والوسائل، وقد أثنى الله في كتابه العزيز على القائم بها تعبداً واحتساباً، الكامل بأوصافها خَلقاً وخُلقاً وانتساباً.
  وساق البيان في فضلها من كتاب الله، ثم أورد # بحثاً طويلاً، قال في آخره: فهذا ما ندين الله به، مع أن الحديثَ ذو شُجُوْن وذيولٍ لا يَغُوْصُ في أَعْمَاقِها إلا العالمون المُخْلِصُونَ، والمخلِصُونَ على خَطَرٍٍ عَظِيْمٍ، وإنما كَشَفْنَا وَجْهَ المسْأَلَةِ لوُجُوْبِ بيانِ ما أَنْزَلَ اللهُ من البيِّناتِ والهُدَى، ولما بلغ إلينا من تَخْلِيْطِ بَعْضِ أهْلِ العِرْفَان، فما ظَنُّكَ بِخُلَطَاءِ الجَهَالَةِ، وأُسَرَاءِ التّقْلِيْدِ، قادَ اللهُ بنواصي الجميع إلى ما يحبّ ويرضى.
  وفيها: فيسعنا الاستقامة والصبر والإنتظار، كما أمرنا جل وعلا، والحجة على هذه الأمة لازمة، والبراهين قائمة، والله المستعان، وعليه التكلان، انتهى.
  وأولاده: قد سبق ذكر الأربعة الكبار الذين أَدْرَكُوْهُ وأخذوا عنه، وبلغوا درجات الأئمة، واتصفوا بصفات آبائهم هداة الأمة: محمد توفي في حال جهاده للأتراك بصنعاء سنة اثنتين وعشرين، وعمره ثمانية وثلاثون عاماً.
  وإبراهيم توفي قبل وفاة الإمام بأيام، وعمره اثنان وثلاثون، قال الإمام # مُتَمَثِّلاً في صدر ترثيته له: