التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام شرف الدين بن محمد (ع)

صفحة 372 - الجزء 1

  وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عنْكَ عارُها

  وليس النظرُ في مثل ذلك إليهم، ولا غَرَضَ لنا في توسيع مثل هذا المجال، وأهل الاطّلاع يعرفون حقائق الأحوال، وبعد فهما ذَوَا القرابة القريبة والمعْرِفَة الكاملة بما يجبّ لكلّ منهما من الحقّ، ولم يَخْلُ عصر عن مثل ذلك، ولم يعد أحد من علماء الإسلام ذلك قادحاً، إذا كان كل منهم لا غرض له إلا إصلاح الأمة، وإقامة الكتاب والسنة، وإنما أهل الأهواء هم المفرّقون بين الإخوة، وقد أفضوا إلى ربهم، ولهذا فإني لم أتعرّض لما يلزم من ذكره أيّ وصمة وكما قال في البسامة:

  وكُلُّهم سادةٌ غرٌّ غطارفةٌ ... بِيْضٌ بهاليل فرَّاجُون للعُكَر

  أولاد الهادي شرف الدين: محمد، والمطهر، والقاسم، وشرف الدين، والحسين ¤.

  وهو المشار إليه بقولنا: وإذ حُبِسَ الأعلام ... البيت، واكتفيتُ بذلك لما سبق.

  وقد قلت في حاشية على قول الجنداري والعرشي وزبارة وغيرهم لما قالوا: ولم يقم بواجب الجهاد، وقولهم في سيرة المنصور: على أنه في آخر أعوام خلافته رجّح ترك بعث جنوده وقوّاده إلى أمّهات المدن اليمنية لِمُقَاتَلَةِ الأتراك بعدما كان من القبائل في سنة ١٣١٦ هـ من السلب والنهب في روضة صنعاء، وغيرها كما ذكر ذلك الوالد العلامة محمد بن محمد زبارة في كتابه (أئمة اليمن):

  بالله عليك أيّها الناظر المُنْصِف انظر إلى كلام هؤلاء المؤرِّخين عملاء الدول، وعلماء القصور وأبناء الدنيا كيف جعلوا ترجيح الإمام المنصور بالله لترك الجهاد مع المفسدين صفة مدح، وترجيح الإمام المهدي لترك الجهاد لتلك العلّة صفة نقص، مع أن الإمام الأعظم المهدي لدين الله محمد بن القاسم # له الجهاد الأعظم منذ أن عرف يمينه من شماله، وهو مجاهد في سبيل الله من أيام الإمام