التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام شرف الدين بن محمد (ع)

صفحة 373 - الجزء 1

  المحسن بن أحمد، وعلم بذلك الخاص والعام، وهو الذي فتح صنعاء في أيام دولته وهو سيف خلافته، وقد أَسَرَهُ الأتراك، ومعه أعلام اليمن منهم الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين الذي هو أحد تلامذته والذي هو حسنة من حسناته، ولم يخرج من صنعاء إلا لإحياء فريضة الجهاد وإرضاء رب العباد، ولم يستطع هؤلاء العلماء أن يتكلّموا جانب الإمام المهدي بأيّ وصمة إلا بهذه الخصلة وهو توقّفه عن العيث والفساد فهو كالاستثناء من المدح بما يشبه الذم، كما قال الشاعر:

  ولَا عَيْبَ فيهم غيْرَ أنّ سُيُوفهم ... بهنَّ فلولٌ من قِرَاعِ الكتائب

  وقوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ٨}⁣[البروج ٨]، ولقد أخبرني والدي ¥ أنه لم يحجز الإمام المهدي في آخر أيامه إلا الورع، ولو أراد الملك لملك الممالك العظيمة؛ لأن علماء اليمن كانوا معه جميعاً وكذا حاشد وبكيل، وسائر القبائل اليمنية، ولقد كان يصل إلى مقامه الجيوش الكثيرة فيقولون: يا مولانا نريد الجهاد، فيقول لهم الإمام: من تجاهدون؟ لو كان في استطاعتي جهادكم لجاهدتكم لأنكم لا تريدون إلا نهب المسلمين، والفساد في الأرض.

  ******