الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى (ع)
  إلى قوله: وحكموا بها حكماً قاطعاً لا سبيل إلى نقضه، ولا وقع مثله للأئمة الأخيار، وجاوز قول من قال بالنصب والاختيار بمراحل وأسفار، مع أنهم قد نصّوا أنّ الدعوة والنصب مع الكمال حكمه حكم الحكم القطعي ولا ينقض إلا بقطعي، فما عدا مما بدا.
  ومنها: أنهم يقرّون بالسبق والفضيلة {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}[القيامة ١٤] ... إلخ وهو كلام مفيد.
  ومن كلام الإمام المهدي في الإمام المنصور جواباً على علماء الشام عن شأنه: وقد بقي معنا الرجاء في الولد العلامة عزّ الإسلام محمد بن يحيى أبقاه الله، وعسى أن يجعل الله في سعيه الرشاد، وإذا قد صلح الشأن فالولد العلامة العزي نائباً.
  إلى أن قال: فلا أحد أخبر به منّا في ثباته ودينه وحزمه وعزمه.
  ولما تمّت الأمور بينهما رجع الإمام المنصور بالله لجهاد الأتراك، ولم يأخذ بيعة يومئذ، وأرسل بولده الإمام المتوكل على الله يحيى بن محمد حميد الدين وأهله إلى مقام الإمام المهدي بجبل برط، ووصل إلى الإمام المنصور بالله أولاد الإمام المهدي، ولقد أخبرني والدي ¥ أنه لم يسمع بمثل ما كان بين الإمامين من التوادّ العظيم، ورعاية الحقوق، والأخوّة الصادقة، والتعاون البالغ المثمر، حتى أرسل كلّ منهما أولاده إلى مقام الاخر، وقد كان حصار صنعاء أولاً، والقائد للجهاد محمد بن الإمام المهدي، وتوفّي بضواحي صنعاء أيّام الجهاد، وما ذلك إلا لأنّ قصد الجميع إرضاء الله تعالى، وإقامة العدل، وإصلاح البلاد والعباد.
  ومن ترثية الإمام المنصور بالله للإمام المهدي لدين الله قوله:
  مُصَابٌ يمنَعُ الجفنَ المناما ... وخَطْبٌ عَمّ مَنْ صَلّى وَصَاما