الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى (ع)
  حيَّاك قبر حلّ فيه خير من ... يهدي الأنامَ ويَنْصُرُ الأحْكاما
  وبرحمة اللهِ الوَسِيعةِ والرّضا ... خُصّت ثراكَ وكانَ ذاكَ دواما
  ثم قال في آخرها:
  عَلامَ تلومُ يا هذا علاما ... وقد فقدت أحِبَّتُهُ الإماما
  فقد ماتَ الذي يُرْجَى ملاذاً ... ليهدي واضحَ النهجِ الأناما
  ويَقْفُوا إثر من أحيا علوماً ... ويظهر مذهب الزيدي مقاما
  إمام الفَضْلِ أفضلُ مَنْ تحلّى ... بحلية جدّه أعني الهماما
  حَلِيفُ الذكْرِ مَفْخَرُ آلِ طه ... إذا عدت مفاخرها تساما
  حَبِيْبُ الصّالحين فَرِيْدُ فَضْلٍ ... فإن لم تَرْتَضِ قال السلاما
  قفا إثر الذين بلوا بغمض ... لفضلهم وما بلغوا مراما
  وما هو بالذي يشكوا زماناً ... تعامى عن فضائله تعاما
  جزاكَ الله خيراً من إمامٍ ... بخير جزاء من أوفى الذمام
  وبلَّل تربةً حَلَلْتَ فيها ... برَحْمَتِهِ وقال ادْخُلْ سلاما
  وذكر بعد هذا:
  وكانت وفاته رضوان الله عليه في الساعة المباركة، وقت صلاة الجمعة، لعلّه تاسع عشر شهر رجب ١٣١٩ هـ.
  ثم قال: رجعنا إلى كلام المنصور بالله في ترثيته للإمام المهدي لدين الله: الحمْدُ لله الذي وَهَبَ نِعْمَةً وفَضْلاً، وسَلَبَ حِكْمَةً وعَدْلاً، وجَعَلَ الموْتَ تُحْفَةَ الأبرار وزُلْفَةً للجوار، والصلاة والسلام على من اختار الرفيقَ الأعلى، وعلى آله الفائزين بالقِدْحِ المعلَّى، ما صَعَدَ عمودُ الإيمان بصُبْحٍ فقيل تجلَّى، وبعد: فإنه ورد إلينا ما شرقت منه الأجفان بالدّموع، واتّقدت نيرانُ الغضا في أحناء الضّلوع، وفاة من أَلْقَتْ عليه الإمامة شعاعَهَا، وتألَّقَتْ عليه أَجْنَاسُ الفضائل وأنواعها،