الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى (ع)
  فَيَالَهُ من خَطْبٍ عمَّ المتمسكين بصاحبِ الرّسالة، وخَصَّ شيعة الوصيّ وآله، ولم يسع غير الصبر والرضا، بما حكم به الخالقُ وقضى، والموتُ حُكْمٌ شاملٌ، فمن راحِلٍ ليومه، ومن مَدْعُوٍّ لِغَدِهِ، ولم يَمُتْ مَنْ خلَّفَ بَعْدَهُ أَطْوادَ العلْمِ الشريف، وأنصارَ الدّين الحنيف، وأقمارَ المذهب الشريف (أراد الإمام بهم أولاد الإمام الأعلام: محمد، والقاسم، وإبراهيم، ويوسف، والحسن)، فهو كالخالد وإن أصبح في الثرى، وكالمقيم في أهله وإنْ أَصْبَحَ في العَرَاء.
  وكان الإمام المنصور بالله بمكانٍ من العلم والعمل، وحسن السيرة وخلوص السريرة على نهج سَلَفِه الأئمة الكرام، الباذلين أَنْفُسَهُم في إحياءِ معالم الإسلام، وأنزل الله به على الأتراك سَوْطَ العذاب والوبال، وأذاقهم منه عظيم النكال، وسار سيرة مرضيّة، وعَدَلَ في الرعيّة، سلام الله على روحه الزكيّة.
  ومن كلامه إلى والدنا أمدَّه الله تعالى بالألطاف، وأيّده بالإفضال والإتحاف، ما مثاله: الولد العلامة الأَرْشَد محمد بن منصور المؤيدي عَمَرَ اللهُ بحَمِيْدِ سَعْيِهِ أَرْكَانَ الإسلام، وهَدَّ بمعاوِلِ وَعْظِهِ وكماله أَوْتَادَ الطاغوت باللسان والأَقْلام، ونُحَيّي مُحَيَّاه بشريف السلام، والحمد لله على وجود المذكِّر من الآل، في تلك الأودية والجبال، فقد أذنّا لكم بِفَصْلِ الخصُوْمَات والتحَيّل في قَطْعِ الظِلامات، وأما الضمانُ فأَمْرٌ لا بُدّ منه لتنفيذِ أَحْكَامِ الشريعة، وقَطْعِ رَوَاهِشِ الضَّغَائنِ الشَّنِيْعَةِ، والعُمْدَةُ التمسّك بأَهْدَابِِ الكتَابِ والسنّة، واعتماد أَنْظَارِ الأئمَّة المشهورين، الآخذين علومَهم من غير ذوي الظنّة ... إلى آخر كلامه.
  ووجدتُ من كلامه # في جوابه على الشريف علي بن المثنى الحسيني: وإنك تعلم أيها الرئيس أنّ اليمن محلّ الإيمان، كما أخبر به سيّد ولد عدنان بقوله: «الإيمان يمان»، وأن مذهب أهل اليمن في المذاهب الأصولية أعدل المذاهب في العدل والتوحيد، والوعد والوعيد، لا يَعْتَمِدُوْنَ فيها إلا على ضروريّات