الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى (ع)
  المعقول، أو قطعيّات المنقول، وكذلك في المسائل الفروعية، لم تغترف أئمة المذاهب الأربعة إلا من بحار علم العترة الزكية، حتى نشأ الخلاف من مخرجّي مذاهبهم، ونَدَّ بهم البعير لسوء مراكبهم.
  إلى أن قال: وإنكَ تعلم أن ولاية اليمن كانت بأيدي أسلافنا من العترة الزكية، التي هي بضعة من الذّات النبوية، وكانوا يعملون بكتاب الله وسنة رسول الله، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر المخوف، ويقيمون الحدود والقصاص، ويأخذون الخراج بالعدل لا بالاختصاص.
  إلى أن قال في أحوال المفسدين: ولما أنّاخّتْ ركائبُهم في اليمن، جاهروا الله بأنواع المعاصي، وزمّوا إليها الناس بأطراف النواصي، واشتهر الزنا واللواط، وصارا كالحلال، وظهور الخمر كالماء الزلال، حتى فسدت الذرّية، وجار الظلم في الرعيّة، وارتفعت كلمة اليهودية والنصرانية، وخربت قبور المسلمين المحرّمات، وعمر بأحجارها جدرات وخانات، وضُرِبَتْ قوانين لأَخْذِ الأموال، أجحفت بالحرام والحلال.
  إلى أن قال: وأما أسباب الأخذ في المحاكم فلا حصر لطرقها ... إلى آخر خطابه.
  توفاه الله سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف، ولده الإمام المتوكل على الله يحيى بن محمد الآتي ذكره. مشهده بهجرة حوث.
  ومن أعلام ذرية الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد $ الآخذين عنّا قراءة وإجازة سيدي الأخ العلامة الأوحد الأمجد محمد بن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن مطهر بن إسماعيل بن يحيى بن الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، ومن أولاده الكرام الولدان إبراهيم ويونس وهما ممن أخذ عنّا واسْتَجَاز منّا، وله أيضاً الولدان محمد وعبد الوهاب.
  ******