[لا نعتمد في الدين على شيء من طرق المضلين]
  لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١٠٥}[آل عمران: ١٠٥].
  وقال تعالى في الزجر لعباده عن التقوّلات عليه بغير علم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ٨ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ٩}[الحج: ٨ - ٩]، وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ١١٦}[الأنعام: ١١٦] وقال ø: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ٣٦}[يونس: ٣٦]، وقال سبحانه: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ٣٩}[يونس: ٣٩]، وقال تعالى: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٦٨}[يونس: ٦٨]، وغير ذلك مما احتج الله به على الخلق، وأرشدهم به إلى الحق، {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ١٥٧}[الأنعام: ١٥٧].
  وقد طَرَحَتْ هذه الفِرَقُ حجّة الله الكبرى عليها، وهي العقول التي ميّز الله بينها وبين البهائم بها، فأَلْهَمَها فجورها وتقواها، فمنهم من شَبَّهَ الله بخلقه، ومنهم من أثبت قدماء مع الله، ولو شابَهَهَا لشارَكها فيما لأجله قضت العقول بحدوثها، واستدلَّت به على مُوْجِدِها، تعالى الله عما يقول الظالمون عُلُواً كبيراً، وقد قال تعالى نفياً للمِثْل، بطريق الكناية أو مجاز الزيادة في الذكر المنير: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى: ١١]، وقال تعالى - فيما أفاد عُمُوْمَ السَّلْبِ من الإخبار -: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام: ١٠٣]،