التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[مصادر الكتاب]

صفحة 38 - الجزء 1

  الظَّالِمِينَ ١٢٤}⁣[البقرة ١٢٤]، وقال عزّ من قائل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ}⁣[الحديد: ٢٦]، وقال جلّ ذكره: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤}⁣[النساء: ٥٤].

  ثم بَيَّنَ جلَّ وعلا موضع حجّته، ومنبع حكمته من هذه الشجرة المطهّرة من ذرّية الرسول والوصي صلى الله وسلم عليهما وعلى آلهما، لُباب هذه الذرية المصطفاة، وخيار الخيار من الصفوة المجتباة، فقال عزّ من قائل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}⁣[فاطر ٣٢]، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}⁣[الأحزاب ٣٣]، وقال عز من قائل: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى ٢٣]، وقال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء ٥٩]، وقال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل ٤٣]، وقال جلّ وعلا: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد ٧].

  ولما وفد على رسول الله ÷ نصارى نجران أمره الله أن يسلك معهم طريقةَ الأنبياء من قبله، فقال ø: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}⁣[آل عمران ٦١]، فدعا ÷ أصحاب الكساء، وهم: أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب، وابنته سيدة النساء وخامسة أهل الكساء، وولداهم السيدان الحسنان، فأظهر الله بالمباهلة معجزة الرسول، وأوضح للخلق عِظَمَ منزلة أهل بيت النبوة.

  ومن جلائل نعم الله على عباده أنه لم يجعل الرسالة في بيت إلا جعل ذريّة ذلك النبي قوام حجّته، وأعلام بريته، {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ