التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[خبر المنزلة]

صفحة 427 - الجزء 1

  وقد أخرج الله من بين الكاتِمَيْنِ ما ملأ الخافِقَيْنِ، وقد قال حفّاظ محدّثي العامة لما بهرهم ما رووه، كأحمد بن حنبل، وإسماعيل القاضي، والنسائي، والنيسابوري: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي، ولم يرد في حق أحد من الصحابة ما ورد فيه. رواه عنهم الحافظ ابن حجر في فتح الباري بمعناه، ولفظه في الجزء السابع: لم يَرِدْ في حقّ أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء لعلي ... إلخ. وقال: وقد روينا عن الإمام أحمد بن حنبل، قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب⁣(⁣١).

  وقال البيهقي في سياق الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم: وأما أن علي بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب كان على الحق، والدليل عليه قوله ÷: «اللهم أدر الحق معه حيث دار». وقال: «من اتَّخَذ علياً إماماً لدينه فقد اسْتَمْسَكَ بالعروة الوثقى في دينه ونفسه». ومثل كلامه بلفظه قاله الرازي في مفاتيح الغيب⁣(⁣٢).

  وروى ابن الجوزي في تاريخه أن الإمام أحمد بن حنبل قال: إن علياً لم تزنه الخلافة ولكنه زانها ... إلى آخره. وقال في شرح النهج: واعلم أن أمير المؤمنين لو فخر بنفسه وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه الله إياها، واختصه بها وساعدته فصحاء العرب كافة لم يبلغوا مِعْشَارَ ما نَطَقَ به الرسول الصادق ÷ في أمره، ولست أعني بذلك الأخبار العامة الشائعة كخبر الغدير، والمنزلة، وقصة


(١) قد استوعب والدنا الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيّدي (ع) البحث في هذا في القسم الثاني من مجمع الفوائد، في بحث: اعتراف المحدثين بما ورد في أهل البيت $ (ط ١) (ص/٢٥٣)، فليرجع إليه من أراد زيادة الفائدة، وانظر كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار لوالدنا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع).

(٢) انظر كتاب لوامع الأنوار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع)، ج ١/ص ١٥٣/ط ١، ج ١/ص ٢١٢/ط ٢، ج ١ ص ٣١٠، ط ٣.