التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[آية المباهلة]

صفحة 428 - الجزء 1

  براءة، وخبر المناجاة، وقصة خيبر، وخبر الدار بمكة في ابتداء الدعوة، ونحو ذلك، بل الأخبار الخاصة التي رواها فيه أئمة الحديث، انتهى.

  والوارد فيه عن الله ورسوله منه ما يفيد الولاية والإمامة، ومنه ما يفيد الوصاية، كما أخرج ذلك علماء الأمة، وقد ألّف القاضي محمد الشوكاني كتاباً في إثبات الوصاية العقد الثمين وغيره، ومنه ما يفيد أن الحق معه. جعلنا الله ممن اعتصم بحبل الله، والتزم بكتاب الله وسنة رسوله ÷ في كل قول وعمل.

[آية المباهلة]

  ومن حُجَجِ الله المنيرة فيه وفي العترة المطهّرة من الآيات الكريمة: آية المباهلة، وهي قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}⁣[آل عمران]، وقد أجمعت الأمة على أنه لم يَدْعُ غير الوصي وابنيه وفاطمة À فقد جعل الله علياً نفس الرسول بنصّ القرآن، والحسنين ولدي نبيئه بمحكم الفرقان، وحكم ذريتهم حكمهم، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}⁣[الطور: ٢١]، {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}⁣[الأنفال: ٧٥]، وأبان الله تعالى فضلهم على كافة البرية إذ خصهم سبحانه من بين أهل الأرض ذات الطول والعرض.

  قال الإمام المنصور بالله # في هذا الموضع: فكيف يجوز لنفس أن تتقدم على نفس رسول الله ÷ ... إلى أن قال: وكم من آية يمرّون عليها وهم عنها معرضون⁣(⁣١)، {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ٤٣}⁣[العنكبوت: ٤٣]، انتهى.


(١) هذه ليست بآية، وإنما اقتباس من قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}⁣[يوسف ١٠٥]. تمت من المؤلف (ع).