بحث مفيد هذا البحث مفيد لمن ألقى السمع وهو شهيد
  ويكرّمون العالم من غير الهاشميين كالعالم منهم، وأكثر من يلقّبونه بشيخ الإسلام من غيرهم، كالغالبي، واليماني، والشماحي، وغيرهم.
  وأيضاً يسمّون من ينتمي إلى العلم من سائر العرب بالقاضي، والفقيه، ومعناهما في لغة العرب أبلغ من السيد، فإن القاضي هو الحاكم، والفقيه هو المجتهد، ويعاملون إخوانهم المؤمنين معاملة أنفسهم.
  والمعلوم أن تخصيص أهل البيت النبوي باسم يتميّزون به، نحو: السيد، والشريف، والحبيب، والمولى، ليس خاصاً بأهل اليمن، بل هو في جميع الأقطار الإسلامية، حتى جعلوا لهم في بعض الأمصار لباساً يتميّزون به، قال الشاعر:
  جَعَلُوا لأبْنَاءِ النبيّ عَلامَةً ... إنَّ العلامَةَ شأنُ مَنْ لم يشهرِ
  نُوْرُ النبوّةِ في طِرَازِ وجُوهِهِم ... يغني الّلبيبَ عن الطِّرازِ الأَخْضَر
  قال الشيخ العلامة صالح بن مهدي المقبلي - تولى الله مكافأته - في العلم الشامخ في ذكر أهل البيت: وسرّ النبوءة فيهم لائح، على أعمالهم ومكارم أخلاقهم، بل على صورهم الحِسِّيّة، يرى غالبُ الناس الرجلين بديهة فيَقْطَعُ أو يَظُنّ أن أحدهما من أهل البيت النبوي، ولقد كنا في اليمن ما يكاد يتخلّف هذا علينا لِصِحَّةِ أنسابهم .... إلى قوله: فكان عدم العلامة هو العلامة، انتهى.
  وهو من أعظم مَنْ نُسِبَتْ إليه المعارضة، ولكن العلم ورجاحة العقل والضمير الإنساني تأبى على صاحبها التقوّل وكتم الحق، والتخلّق بأخلاق أهل السَّفَهِ وإنكار فضل أولي الفضل، وكلٌّ يُنْفِقُ مما عنده، وقيمة كل امرأ ما يحسنه، وكل إناء بالذي فيه ينضح.
  ومن ذلك رميهم لهم بأنّهم فرضوا عليهم أن يُقبِّلوا رُكَبَهم، وهذا من الزور والبهتان بمكان، وإنما اعتاد اليمنيون - الهاشميون وغيرهم - أن يقبِّلوا رُكْبَةَ العالم سواء كان هاشمياً أو غير هاشمي، تعظيماً للعلماء رضي العالم أم كره، كما أنهم