بحث مفيد هذا البحث مفيد لمن ألقى السمع وهو شهيد
  يكرّمون الوالدين ونحوهما كذلك، وهذا معلوم بالعيان، لا يحتاج إلى إقامة برهان، فهذا شيء ليس للهاشميين فيه أي خصوصية، وبيان هذا هو المقصود، وأما الكلام في كونه حسناً أم غير حسن فله محلّ آخر.
  ومنها رميهم لآل رسول الله ÷ بأنهم جهَّلُوهم ولم يُعَلِّموهم، بل تركوهم أُمِّيين، وهذا من أعظم التزوير والبهت والإفتراء، فإن العالم من أهل البيت ينشر العلم، ويسوّي بين الهاشمي وغير الهاشمي، بل منهم من كان يخصّ غير الهاشميين بمزيد من الترغيب والتشجيع، رغبة في إقبالهم على طلب العلم، حتى صار ينتقد عليه بعض الهاشميين في ذلك، هذا كما علم الله هو الواقع، وإن ممن صُنِعَ معه ذلك الصنيع وأبلغ الجد والجهد في تعليمه وتقريبه، انقلب بعد هذا كله وصار حرباً على آل محمد يتقوّل عليهم بهذه التقوّلات المفتريات، ويرميهم بهذا الزور والبهتان، ونعم الحكم الله سبحانه وتعالى.
  واعلم أنه ما أراد أهل الشقاق بهذه التزويرات وغيرها مما لم نتعرّض له من المفتريات إلا بذر العداوة وزرع البغضاء وإيقاع الفُرْقَةِ بين أهل بيت رسول الله ÷ وإخوانهم المؤمنين، وحاشا الله تعالى أن يؤثر كيد الكائدين وحسد الحاسدين ووسواس الشياطين في قلوب أهل الإيمان، من أولياء الله تعالى وأولياء رسوله ÷، فإن محبة الرسول وأهل بيته راسخة في قلوب المؤمنين المخلصين رسوخ الجبال الرواسي، لا تزول ولا تحول كما قال الرسول الأعظم ÷ في الخبر القدسي إنهم لو ضُرِبُوا على أعناقهم بالسيوف لم يَزْدَادُوا لكم إلا حباً، وقد فاز اليمنيون من هذا بالحظِّ الأوفر، والنصيب الأكبر، ولذا أثنى الله عليهم ورسوله ÷ بمثل قوله ø: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٥٤}[المائدة: ٥٤]،