التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

دراسته:

صفحة 447 - الجزء 1

  ووالدته هي الشريفة الطاهرة النجيبة الزاهرة، حَلِيْفَةُ العبادة والزَّكا أمة الله بنت الإمام المهدي المذكور آنفاً.

  فشبّ المؤلف زاده الله شرفاً بين هذه الأسرة الكريمة، وعليه رقابة عين العناية القدسيّة، وتوجيهات العواطف الروحانية الأبوية، فَدَرَجَ بين أحضان البيئة العربية، والتربية الهاشميّة العلويّة، يتلقّى المواهب الفِطْرِيَّةَ السَّنِيَّةَ، وفتوحات الطموح إلى المعالي والعبقريّة، فصفت سَرِيْرَتُه، وخَلُصَتْ عن كل شائبةٍ سجيّتُه، وانطبعت نَفْسُه بمبادئ الخلاصة المصطفاة، ومقوّمات السعادة والصراحة في ذات الله، وطهرت طفولته الغضّة عن أوضارِ لِدَاته، وحاز المُثُلَ العليا في عنفوان حياته، وربّ صغير قوم كبير قوم آخرين، فنبغَ منه مثقّف مؤيّد، ومقوم مُسَدّد، مُؤَهَّلٌ للمكرمات، مرشّح للكمالات، وقد اسْتَزَادَ من ظروفه المحيطة، ولمحاته الصادقة الحديدة؛ عِلْماً إلى فَهْمٍ، وتصميماً في الجدّ والعزم، كي يلحق برَكْبِه.

دراسته:

  فدخل مرحلته الثانية في حياته وهي الدراسة، أقبل بكليته إلى العلم وشغف به وعكف عليه، وألبّ به، وقد ساعده اتقّاد ذهنه.

  فدرس على والده جلّ العلوم، المنطوق منها والمفهوم، في: النحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والبديع، والمنطق، واللغة، والأصولين، والتفسير، والحديث، والفقه، والفرائض، ومعرفة رجال الرواية، والتاريخ، والسير، وغير ذلك.

  وأخذ عن المولى السيد العلامة نبراس آل محمد وحافظهم الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد الحوثي، أدام الله علاه في مختلف العلوم، وأجازه فوق ذلك بالإجازة العامة في جميع مسموعاته ومستجازاته، ومؤلَّفه العظيم التخريج على الشافي، الذي فوَّضه في ترتيبه وتنقيحه، وشيخه المذكور أخذ عن والده، وهو عن الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني.