التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

مشهد من مقاماته # في يوم الجمل:

صفحة 53 - الجزء 1

  خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.

  ثم مرّ بنا فارس آخر على فرس كميت، معتمّ بعمامة صفراء تحتها قلنسوة بيضاء، وعليه قباء أبيض مصقول، متقلّد سيفاً، متنكّب قوساً، في نحو ألف فارس من الناس، ومع راية، فقلت: من هذا؟ فقيل: أبو قتادة بن ربعي.

  ثم مرّ بنا فارس آخر، على فرس أشهب، عليه ثياب بيض، وعمامة سوداء قد سدلها بين يديه ومن خلفه، شديد الأُدمة⁣(⁣١)، عليه سكينة ووقار، رافع صوته بقراءة القرآن، متقلد سيفاً، متنكب قوساً، معه راية بيضاء في ألف من الناس، مختلفي التيجان، حوله مشيخة وكهول وشباب، كأن قد أُوْقِفوا للحساب، السجود قد أَثّرَ في جباههم، فقلت: من هذا؟ فقيل: عمار بن ياسر في عدة من الصحابة من المهاجرين والأنصار وأبنائهم.

  ثم مرّ بنا فارس على فرسٍ أشقر⁣(⁣٢)، عليه ثياب بيض، وقلنسوة بيضاء، وعمامة صفراء، متنكب قوساً، متقلد سيفاً، تخطُّ رجلاه في الأرض، في ألف من الناس، الغالب على تيجانهم الصفرة والبياض، معه راية صفراء، قلت: من هذا؟ قيل: قيس بن سعد بن عبادة في الأنصار وأبنائهم، وغيرهم من قحطان.

  ثم مرّ بنا فارس على فرس أشهب⁣(⁣٣)، ما رأينا أحسن منه، عليه ثياب بيض، وعمامة سوداء قد سدلها بين يديه، بلواء، قلت: من هذا؟ قيل: هو عبدالله بن العباس في عدة من أصحاب الرسول ÷.

  ثم تلاه موكب آخر، فيه فارس أشبه الناس بالأول، قلت: من هذا؟ قيل: عبيدالله بن العباس.


(١) الأدمة في الإنسان: السمرة، وفي الحيوان: لون مشرب سواداً أو بياضاً.

(٢) الشقرة في الخيل: حمرة صافية يحمرّ معها العرف والذنب.

(٣) كذا، وفي مروج الذهب: أشهل، والشهلة في العين: أن يشوب سوادها زرقة.