أخبار في فضائل العترة (ع) ووجوب التمسك بهم:
  في عترة نبيكم، فأين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة، هؤلاء مثلها فيكم، وهم كالكهف لأصحاب الكهف، وهم باب السّلْم، فادخلوا في السلم كافة، وهم باب حطّة من دخله غُفِرَ له، خذوا عني عن خاتم المرسلين، حجّة من ذي حجّة، قالها في حجّة الوداع: «إِنِّي تَارِكٌ فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»(١).
  ولقد كشف الله له ما ينالونه من جفاء الأمة، وميل الخلق عنهم إلا من تداركته العصمة، ولقد أراه مصارعهم، وتَوَثُّبَ الجبابرة على منبره من بني أمية الطاغية، حتى عدَّهم في بعض مواقفه ÷ واحداً واحداً(٢).
(١) البحث مستوفى حول هذا الحديث ومخرّجيه في كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع)، ج ١/ ص ٥١/ط ١، ج ١/ ٨٣/ط ٢، ج ١ - ص ١٠٠ وما بعدها، ط ٣.
(٢) تركتُ تخريج مثل هذا الحديث لأنه لم يكن في مقام الاحتجاج، وقد خرّجت الأخبار المحتجّ بها في آخر الكتاب، وقد سُئِلْتُ عن طرق هذا الخبر في الحرم الشريف، فأجبتُ بما لفظه:
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر عن سعيد بن المسيب، قال: رأى النبي ÷ بني أمية على منابرهم، فساءه ذلك فأوحى الله إليه: «إنما هي دنيا أعطوها» فقرَّت عينه، وهو قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ}[الإسراء ٦٠]، قال فخر الدين الرازي في تفسيره (ج ٢٠ ص ٢٣٧ - ٢٣٨): وهذه رواية عطاء عن ابن عباس، ثم قال أيضاً: قال ابن عباس: (الشجرة الملعونة في القرآن) بنو أمية، ومثله في الشافي (ج ١ ص ١٧٦) عن الحاكم الجشمي بسنده، قال: ورأى رسول الله ÷ في المنام بني مروان يتداولون، وقال النيسابوري في تفسيره في تفسر سورة القدر: ذكر القاسم بن مفضل، عن عيسى بن مازن، عن الحسن بن علي @: «أن رسول الله ÷ رأى في منامه بني أمية يطأون منبره واحداً بعد واحد - وفي رواية: ينزون على منبره نزو القردة، فشقّ ذلك عليه، فأنزل الله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ٢ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[القدر: ١ - ٣]، يعني ملك بني أمية»، وروى السيوطي في تاريخ الخلفاء ص (٢٠) عن الترمذي بسنده إلى الحسن بن علي @: أن النبي ÷ رأى بني أمية على منبره، فساءه ذلك، فنزلت: {إنا أعطيناك الكوثر}[الكوثر ١]، ونزلت: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ... إلى قوله: {الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} يملكها بنو أمية يا محمد. =