التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

أخبار في فضائل العترة (ع) ووجوب التمسك بهم:

صفحة 61 - الجزء 1

  وقال لأمّته ~ وآله وسلامه لما رجع من سفر له وهو متغيّر اللون: «أيها النّاس إني قد خلَّفْتُ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي وأرومتي⁣(⁣١)، ولن يفترقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض، ألا وإنّي انتظرهما، ألا وإنّي أسألكم يوم القيامة في ذلك عند الحوض، ألا وإنّه سَيَرِدُ عليَّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة: راية سوداء فتقف، فأقول: من أنتم؟ فينسون ذكري، فيقولون: نحن أهل التوحيد من العرب، فأقول: أنا محمد نبي العرب والعجم، فيقولون: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في عترتي، وكتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيّعنا، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم، فأولّي وجهي عنهم، فيصدرون عطاشاً قد اسودَّت وجوههم، ثم تَرِدُ راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى، فأقول لهم مَنْ أنتم؟ فيقولون كالقول الأول: نحن من أهل التوحيد، فإذا ذكرت اسمي، قالوا: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في الثقلين، كتاب الله وعترتي؟ فيقولون: أما الكتاب فخالفنا، وأما العترة فخذلنا، ومزّقناهم كل ممزق، فأقول لهم: إليكم عني، فيصدرون عطاشاً مسودّة وجوههم، ثم تَرِدُ علي راية أخرى تلمع نوراً، فأقول: من أنتم؟ فيقولون نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمة محمد، ونحن بقية أهل الحق، حملنا كتاب الله ربنا، فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه، وأحببنا ذريّة محمد، فنصرناهم من كل ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيكم محمد، ولقد كنتم كما وصفتم، ثم أسقيهم من حوضي، فيصدرون رواء، ألا وإن جبريل أخبرني بأن أمتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلاء، ألا ولعنة الله على قاتله وخاذله أبد الدهر أبد الدهر» انتهى الخبر النبوي الشريف، أخرجه الحاكم الجشمي ¦ في كتاب السفينة عن عبدالله بن العباس ®، وله شواهد.


(١) الأرومة وتضم الأصل، انتهى.