التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الحسين بن علي (ع)

صفحة 68 - الجزء 1

  يوسف وأخيه، وإن لي لمصرعاً أنا لاقيه كأني أنظر إلى أوصالي تقطعها وحوش الفلوات غبراً وعفراً، قد ملأت مني أكراشها، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ليوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله حرمته وعترته، ولن تفارقه أعضاؤه، وهي مجموعة في حضيرة القدس تَقَرُّ بهم عينه، وينجز لهم عدته، من كان فينا باذل مهجته فليرحل فإني راحل غداً إن شاء الله، ثم نهض إلى عدوّه).

  إلى قوله: فقام الحسين # فيهم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ÷، ثم قال: تباً لكم أيتها الجماعة وترحاً، أفحين استصرختمونا ولهين متحيّرين فأصرخناكم موجفين مستعدين، سَلَلْتُم علينا سيفاً في رقابنا.

  إلى قوله: فهلاّ لكم الويلات تجهّمتمونا والسيف لم يشهر، والجأش طامن، والرأي لم يستخف، ولكن أسرعتم إلينا كطيرة الذباب، وتداعيتم تداعي الفراش، فقبحاً لكم فإنما أنتم من طواغيت الأمة، وشذّاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعُصبة الآثام، ومحرّفي الكتاب، ومطفئي السنن، وقتلة أولاد الأنبياء، ومبيدي عترة الأوصياء، وملحقي العهّار بالنسب، ومؤذي المؤمنين، وصراخ أئمة المستهزئين، الذين جعلوا القرآن عضين، وأنتم ابن حرب وأشياعه تعتمدون، وإيانا تحاربون.

  إلى قوله: ألا لعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً، وأنتم والله هم، ألا إن الدّعِيّ ابن الدعي قد رَكَزَ بين اثنتين، بين القتلة والذلة، وهيهات منّا أخذ الدنيّة، أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وخدود طابت، وحجور طهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبيّة، لا تؤثر مصارع اللئام على مصارع الكرام، ألا قد أعذرت وأنذرت، ألا إني زاحف بهذه الأسرة على قِلَّة العتاد وخذلة الأصحاب.

  إلى قوله: ألا ثمّ لا تلبثون بعدها إلا كريثما تُرْكَبُ الفرس حتى تدور بكم