التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الرافضة:

صفحة 76 - الجزء 1

  رفضوني، وخرجوا من بيعتي، كما رفض أهل حَرَوْرَاء⁣(⁣١) علي بن أبي طالب #، حتى حاربوه⁣(⁣٢).

  وأما رواية العامّة، فقال في تاريخ الأمم والملوك لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري الجزء (٨) ص ٢٧٢ حوادث سنة ١٢٢ ما لفظه: (وتخوَّف زيد بن علي أن يُؤْخَذَ فعجل قبل الأجل الذي جعله بينه وبين أهل الكوفة ... إلى قوله: فلما رأى أصحاب زيد بن علي الذين بايعوه أن يوسف بن عمر قد بلغه أمر زيد، وأنه يدس إليه ويستبحث عن أمره، اجتمعت إليه جماعة من رؤوسهم، فقالوا: رحمك الله ما قولك في أبي بكر وعمر.

  إلى قوله: فقال لهم زيد: إن أشدّ ما أقول فيما ذكرتم إنا كنا أحق بسلطان رسول الله ÷ من الناس أجمعين، وإن القوم استأثروا علينا ودفعونا عنه، ولم يبلغ ذلك عندنا بهم كفراً، قد ولوا فعدلوا في الناس وعملوا بالكتاب والسنة.

  قالوا: فلم يظلمك هؤلاء إذا كان أولئك لم يظلموك، فلم تدعو إلى قتال قوم ليسوا بظالمين؟

  فقال: إن هؤلاء ليسوا كأولئك إن هؤلاء ظالمون لي ولكم ولأنفسهم، وإنما ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ÷، وإلى السنن أن تُحْيا وإلى البدع أن تُطْفأ، فإن أنتم أجبتمونا سعدتم، وإن أنتم أبيتم فلست عليكم بوكيل، ففارقوه ونكثوا بيعته، وقالوا: سبق الإمام، وكانوا يزعمون أن أبا جعفر محمد بن علي أخا زيد بن علي هو الإمام، وكان قد هلك يومئذ، وكان ابنه جعفر بن محمد حياً، فقالوا:


(١) حَرَوْرَاء بفتحتين وسكون الواو وراء أخرى وألف ممدودة: موضع على ميلين من الكوفة، نزل به الخوارج فنسبوا إليه.

(٢) للمزيد انظر كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع) ج ١/ص ٢٠٩/ط ١، ج ١/ ص ٢٧٦، ط ٢، ج ١/ ٤٣٣ وما بعدها، ط ٣.